0

كشف مصدر عسكري محلي رفيع المستوى لــ"الدبلوماسي" أن قيادة أركان الجيش الشعبي الوطني أمرت بتعزيز قواتها المرابطة على الحدود البرية مع تونس بـــ1200 عسكري إضافي ليرتفع بذلك عدد الجنود المرابطين على الحدود الشرقية للجزائر مع تونس وليبيا إلى 6 آلاف عسكري وذلك كخطوة من قيادة الجيش الجزائري لإحكام قبضتها عل كامل الحدود وبسط نفوذها وتأمين البلاد من أي هجمات أو تهديدات إرهابية، وأن ذلك جاء بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية التونسية المزمع اجرائها يوم 23 نوفمبر الجاري.
كما أعلنت قوات الجيش الشعبي الوطني المرابطة على طول الشريط الحدودي الشرقي مع تونس والممتد على حوالي ألف كيلومتر، بداية الأسبوع الجاري، حالة الاستنفار القصوى تحسبًا لاعتداءات إرهابية محتملة ينفذها ارهابيون قادمون من تونس وذلك بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية التونسية الأحد المقبل، حيث تلقت وزارتي الدفاع الوطني والداخلية والجماعات المحلية معلومات رسمية من نظيرتيها التونسيتين تؤكد رصد تحركات مشبوهة وتهديدات متوقعة في الولايات التونسية الحدودية مع الجزائر. و وفقًا لتأكيدات المختصين في المجال الأمني و العسكري فإن هناك مخاوف فعلية و جدية حول عمليات إرهابية محتملة بكل من الجزائر و تونس عشية الاستحقاق الرئاسي بتونس. وما يؤكد هذا التخوف المشروع هو تمكن وحدة مشتركة بين الجيش والحرس التونسيين ليلة أمس الأحد من احباط محاولة مجموعة ارهابية يتراوح عدد عناصرها بين الـ 15 والـ 20 عنصرًا التسلل الى داخل التراب التونسي من خلال المثلث الصحراوي الرابط بين تونس وليبيا والجزائر. وذكرت مصادر اعلامية ان تلك المجموعة قادمة من مدينة صبراتة الليبية وأنها كانت مدججة بكمية هامة من الاسلحة. من جهته أكد وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو وجود تهديدات أمنية جدية على الحدود الجزائرية التونسية وبالتحديد على امتداد الطارف، سوق أهراس، تبسة من الجهة الجزائرية والكاف، جندوبة والقصرين على الجهة التونسية، وأعلن المسؤول التونسي عن رصد تحركات للإرهابيين على طول الشريط الحدودي الجزائري التونسي. وميدانيًا واصل الجيش التونسي قصف جبل الشعانبي والجبال المتاخمة له كالسلوم والسمامة وورغة ونبر كما يتواصل الاستنفار الامني بنسق تصاعدي استعدادًا للانتخابات الرئاسية الأحد القادم، وذلك استنادًا إلى تقارير إعلامية تونسية.
قوات الجيش الوطني تقصف معاقل الإرهابيين بمدفعية الهاون
كما أفاد نفس المصدر العسكري إن هناك عمليات قصف جوي عسكري جزائري مكثف لا تزال متواصلة على مرتفعات جبال سيدي أحمد بولاية سوق أهراس، وجبال بودخان في ولاية خنشلة وجبال الماء الأبيض وبوقابل وأم الكماكم في ولاية تبسة وجبال الأوراس ومشونش في ولاية بسكرة،وأوضح ذات المصدر أن قوات الجيش الشعبي الوطني رصدت تحركات لعناصر إرهابية تحاول التسلل إلى التراب الجزائري فقامت بمطاردتها وقصفها، وهي العناصر الإرهابية التي يحتمل أن تكون من بين الإرهابيين الذين نفذوا اعتداء "نبر" الإرهابي بولاية الكاف التونسية خلال الأيام القليلة الماضية. هذا و قد باشرت قوات الجيش الوطني وحرس الحدود يوم الخميس عمليات تمشيط واسعة النطاق على امتداد الشريط الحدودي المتاخم للأراضي التونسية، والممتد على مسافة نحو 1000 كلم بإقليم ولايات تبسة، خنشلة، سوق أهراس والوادي، بعد انتشار معلومات عن تسلل عدد من الإرهابيين من تونس نحو الجزائر يُعتقد أنهم من ضمن الجماعة الإرهابية التي نفذت الاعتداء الإرهابي الذي وقع منذ أسبوعين بمنطقة"نبر" بولاية الكاف التونسية المتاخمة للحدود الجزائرية وأسفر عن وفاة 4 جنود تونسيين و ذلك استنادًا إلى نفس المصدر العسكري ،حيث قصفت القوات الجوية للجيش الشعبي الوطني ، مواقع في جبال أم الكماكم،الماء الأبيض و بوقابل بولاية تبسة بمدفعية الهاون و قد لجأت وحدات من الجيش الشعبي الوطني إلى مدفعية الهاون في محاولة منها لتفجير القنابل التقليدية والألغام التي زرعتها العناصر الارهابية في المناطق الوعرة من الجبال المذكورة آنفًا. ما بين 30 و40 ارهابيًا يتحصنون داخل الكهوف بجبال أم الكماكم والماء الأبيض وبوقابل بتبسة. 

وبحسب المصدر العسكري، فإن ما بين 30 و40 ارهابيًا، يختبئون منذ مدة داخل الكهوف المنتشرة في جبال أم الكماكم والماء الأبيض وبوقابل، وقد أحاطوها بأحزمة من القنابل التقليدية والألغام المضادة للأشخاص والمركبات للحيلولة دون اقتراب القوات العسكرية والأمنية منها.وأن هذا القصف جاء بعد رصد تحركات مشبوهة هناك بعد ورود معلومات تفيد بتواجد عناصر مسلحة يتحصنون في الجبال الحدودية، فيما تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة على طول الشريط الحدودي للجزائر مع تونس للتصدي لعمليات "إرهابية" محتملة خلال الانتخابات الرئاسية التونسية المزمع اجراءها يوم 23 نوفمبر الجاري. وتستعمل قوات الجيش الوطني الشعبي في عمليات البحث والتمشيط المروحيات العسكرية، وتستعين بقوات خاصة في مكافحة الإرهاب وتعقب أثر الجماعات الارهابية، ولم يستبعد المصدر ذاته أن تكون عناصر مرتبطة بالتنظيم الإرهابي "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قد تسللت فعلاً أو حاولت التسلل من تونس نحو الجزائر بعد تنفيذها للاعتداء الإرهابي الأخير بولاية الكاف التونسية، خاصة في ظل أنباء متواترة تتحدث عن قيام إرهابيين جزائريين بتنفيذ هذا الاعتداء الإرهابي ينتمون إلى جماعة ورغة الإرهابية المتحصنة في الجبال الغربية لتونس المتاخمة للحدود الجزائرية. وقد انطلقت عمليات التمشيط الواسعة بالشريط الحدودي مع تونس عشية الانتخابات التشريعية في تونس، وهي متواصلة بشكل مستمر ومكثف، حيث أرسل الجيش الوطني الشعبي، في غضون الــــ10 الأيام الماضية، تعزيزات عسكرية إضافية إلى الحدود مع تونس وذلك على خلفية الاحداث الأمنية التي عاشتها هذه الأخيرة من هجمات إرهابية على قوافل الجيش التونسي،و تزامنًا مع موعد الانتخابات الرئاسية التونسية المزمع اجراءها بتاريخ 23 نوفمبر الجاري،حيث أفاد مصدرنا أن السلطات التونسية المدنية و العسكرية العليا تكون قد تقدمت بطلب رسمي إلى نظيرتها الجزائرية من أجل استنفار قواعدها الأمنية بغية حماية حدود البلدين من أي اعتداءات إرهابية محتملة و منع تسلل الإرهابيين من و إلى البلدين تحسبًا لهذا الاستحقاق الانتخابي.
وأشار نفس المصدر أن قيادة الجيش الوطني الشعبي أمرت الوحدات العسكرية المتواجدة على الحدود الشرقية للبلاد برفع حالة تأهبها واستنفار قواعدها وتكثيف الطلعات الجوية للطائرات والمروحيات العسكرية، فضلاً عن تشديد الرقابة عبر مختلف المسالك بتكثيف الدوريات والحواجز الأمنية والعسكرية وذلك لمحاصرة الجماعات الإرهابية ومنع تسللها من تونس نحو الجزائر.

  المسؤولون التونسيون يتحاشون زيارة الولايات الغربية الحدودية مع الجزائر لدواعي أمنية
الكاتب / عمّــار قــردود
 

  و لأن الخطر الإرهابي بتونس عرف منحى تصاعدي في الآونة الأخيرة فقد علمت "الدبلوماسي" من مصادر تونسية مطلعة أن جميع المترشحين للانتخابات الرئاسية في تونس قد قرروا عدم القيام بزيارات ميدانية إلى الولايات التونسية الغربية الحدودية مع تونس و خاصة الكاف،جندوبة و القصرين لدواعي أمنية محضة لتنشيط الحملة الانتخابية الخاصة بالاستحقاق الرئاسي،حيث ذكرت مصادر إعلامية تونسية أن رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي و أحد أبرز المترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية كان أول قرار اتخذه أثناء حملته الانتخابية هو زيارة ولاية الكاف، غير أن المصالح الأمنية حالت دون برمجة هذه الزيارة وذلك بمعارضة من وزارة الداخلية لأسباب أمنية بحتة ، ورغم التهديدات التي تلقاها الباجي قائد السبسي إلا أنه رأى أن يعقد اجتماعًا شعبيًا بولاية باجة اليوم الاثنين ليشرح برنامجه الانتخابي ويلتقي ممثليه من ولايات باجة وسليانة وجندوبة والكاف،كما تحاشى أغلبية المترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية برمجة زيارات ميدانية للولايات المذكورة آنفًا بعد تلقيهم لتهديدات بالقتل كمنذر الزنايدي،سليم الرياحي و كمال مرجان.
  الجزائر وتونس وليبيا فوق برميل من البارود والإرهابيين هم عُود الثقاب الذي سيُشعله
  ذات المصدر العسكري أوضح لــــ"الدبلوماسي" أنه كلما اقترب الموعد الانتخابي في تونس تشهد العمليات الإرهابية نسقًا تصاعديًا وتتزايد المخاطر الأمنية سواء في تونس أو الجزائر، حيث تعمل الجماعات الإرهابية على إفساد مثل هذه المواعيد والاستحقاقات الهامة و تحقيق صدى اعلامي هام بالنسبة لها من خلال استعراض عضلاتها و الإعلان أنها لا تزال قوية و مؤثرة،و أضاف أن الجزائر و تونس و ليبيا هي دول تتواجد فوق برميل كبير من البارود و أن الجماعات الإرهابية المتعددة و المختلفة كتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و أنصار الشريعة و جند الخلافة و بعض الجماعات المنضوية تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام (داعش) هي بمثابة عُود الثقاب الذي سيُشعل هذا البارود و يُفجر الأوضاع بهذه الدول خاصة و منطقة شمال إفريقيا برمتها إذا لم تتكاثف جهودها في محاربة هذه الجماعات الإرهابية و تضييق الخناق عليها من خلال محاربتها دون هوادة و التصدي لها بكل قوة و حزم و تجفيف منابع تمويلها.

إرسال تعليق Blogger