
كان الشوط الأول من المباراة متذبذبا من طرف الوفاق الذي دخل المباراة بحذر
شديد بينما كان التفوق فيه كونغوليا , إلا أن هذا الشوط لم يشهد تهديدا حقيقيا
لمرمى الحارس خذايرية إلا في مناسبتين , و قد ظهر الارتباك في هذا الشوط جليا على
أشبال المدرب خير الدين ماضوي اثر الضغط المسلط عليهم نظرا لأهمية المباراة , و قد
شهد الشوط عدة محاولات باهتة أحيانا و خطيرة أحيانا أخرى غير أنها لم تثمر , و
انتهى الشوط كما بدأ من دون أية أهداف للفريقين .
غير أن لاعبي "النسر السطايفي" تداركوا الأمر في الشوط الثاني و
دخلوه بقوة , هذا الشوط الذي كان أفضل من سابقه من كلا الجانبين , و كان الهدف
الأول من نصيب النسور السطايفية في الدقيقة 50 اثر توغل بلعميري على الجهة اليمنى
و توزيعه لكرة مرت أمام المدافعين و الحارس لتجد يونس الذي وقع الهدف و أسكن الكرة
الشباك حاملا معه أفراح السطايفية , غير أن الفرحة لم تدم طويلا إذ سرعان ما رد
الضيوف بهدف في الدقيقة 53 حمل توقيع ليما مابيدي اثر قذفة صاروخية لم يحرّك لها
الحارس خذايرية ساكنا بعد هجمة على الجهة اليمنى أثمرت توزيعة لم يتعامل معها
الدفاع السطايفي كما ينبغي و ردها إلى المحور لتجد مابيدي الذي أسكنها الشباك , ثم
توالت محاولات فيتا كلوب للعودة في النتيجة غير أنها لم تثمر , الدفاع السطايفي كان
أكثر تنظيما و الوفاق وضع الكأس نصب عينه , الدقائق الأخيرة عاشتها الجماهير
السطايفية على الأعصاب بعد ضغط فيتا كلوب , و كادت عناصر الوفاق أن تفاجئ فيتا
كلوب اثر هجمة قادها الثنائي زرارة و جحنيط , تسديدة جحنيط وجدت الحارس الكونغولي
بالمرصاد و لم تسكن شباك الكونغوليين مؤجلة معها أفراح النسر السطايفي , الدقائق
الأخيرة لم تحمل جديدا غير زيادة نسبة التوتر و الضغط لأنصار الوفاق , لينتهي
اللقاء بتتويج الوفاق عن جدارة و استحقاق , و يطلق الحكم صافرة النهاية التي أطلقت
العنان لأفراح السطايفية .
سطيف عاشت ليلة بيضاء
صنع أنصار الوفاق الفرجة قبل و بعد المباراة
, إذ تلونت مدينة سطيف باللونين الأبيض و الأسود اللذان يرمزان لنادي وفاق سطيف
العريق , أنصار الوفاق صنعوا الحدث و تنقلوا بأعداد كبيرة إلى مدينة البليدة و
كانوا عند حسن ظن الطاقم الاداري و الفني لنادي وفاق سطيف و على مستوى الحدث , و
شهدت مدينة سطيف ليلة بيضاء بعد التتويج إذ خرج الكل للاحتفال بهذا النصر المستحق
عشية الذكرى ال60 لإندلاع الثورة التحريرية المباركة لتصبح الفرحة فرحتين , هذا و
قد عمت الأفراح جميع أرجاء الوطن لأن الوفاق في هذه المناسبة كان "وفاق الجزائر"
لا "وفاق سطيف" فعلا , و قد وقف أنصار الفرق الأخرى مع السطايفية وقفة
رجل واحد .
جمال الدين الواحدي
إرسال تعليق Blogger Facebook