0


حملت الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة يوم العلم، الكثير من 
المضامين السياسية، خصوصا وأنها جاءت قبل أقل من 48 ساعة على انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية غدا الخميس، حيث دعا من خلالها إلى المشاركة المكثفة في هذا الاستحقاق.
وقال بوتفليقة في هذا السياق ”إنني أهيب بكافة المواطنات والمواطنين ألا يفرطوا في المشاركة في الانتخاب الرئاسي أو يسهوا عنه، وأن يدلوا بخيارهم إحقاقا وتجسيدا لسيادة شعبهم التي استعيدت بأبهض الأثمان”. وربط الرئيس بين المشاركة في انتخابات غد الخميس ورسالة شهداء الثورة، حينما قال ”وعلى كل جزائري وجزائرية أن يتأسى بشهدائنا الأبرار، ويحفظ وديعتهم التي هي هذا الوطن الغالي، ويبر به مثلهم، ويتذكر أن لا وطن لنا سواه”.
لكن لغة رئيس الجمهورية الداعية إلى المشاركة الكثيفة عرفت حزما أكثر حينما ذكر في أحد مقاطع رسالته ”إن التصويت واجب أكثر منه حق، وهو الذي يقحم ضمير الفرد في التعاطي مع الصالح العام ومع مصير الأمة ويجنب عرى علاقة الانتماء للوطن التفكك والانفصام”.، مضيفا أن ”الإمتاع عن التصويت، إن كان من باعث نزعة عبثية أو خال مما يبرره، ينم عن جنوح عمدي إلى عدم مواكبة الأمة، وعن عدول عن مسايرتها والانتماء إليها”.
وتأتي هذه الرسالة التي حملت لغة قوية في الدعوة إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات، بعد الجدل الكبير الذي عرفته الساحة السياسية الوطنية بين مداومات المترشحين والاتهامات التي جاءت خلال الحملة الانتخابية، خاصة بين حملتي المترشحين الحرين عبد العزيز بوتفليقة وعلي بن فليس، إضافة إلى الأطراف الداعية إلى مقاطعة الانتخابات وبالخصوص حركة بركات التي تأسست لمناهضة العهدة الرابعة.
وختم الرئيس رسالته بمناسبة يوم العلم الحاملة لرسائل سياسية بـ ”طمأنة” الشعب الجزائري على نزاهة العملية الانتخابية، قائلا ”ولما كنا نتأهب لنذهب إلى مكاتب التصويت لانتخاب رئيس البلاد، يأبى علي الواجب إلا أن أذكر مرة أخرى بأن السيادة السياسية ملك للشعب دون سواه، وبأن ذلك يلزمه إن هو أراد أن يبني نظاما ديمقراطيا سليم القوام، بتفعيل هذه السيادة من خلال تصويت كل أفراده المؤهلين، ذلك أن بناء الديمقراطية ومشروعيتها يتوقفان على مدى مشاركة المواطنات والمواطنين في التصويت”.
ومما يلاحظ في رسالة الرئيس بوتفليقة التي هي في الأصل موجهة بمناسبة يوم العلم الذي تزامن مع بدء العد التنازلي لفتح مكاتب التصويت لانتخاب رئيس للبلاد، هو التشديد على أهمية المشاركة الذي وإن تم في المواعيد الانتخابية إلا أن اللغة اختلفت هذه المرة والتي وصلت إلى حد ربط الرئيس بينها والانتماء إلى الأمة الجزائرية، الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن السلطة تستشعر صعوبة امتحان نسبة المشاركة في موعد يوم غد الخميس.

إرسال تعليق Blogger