كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين،
منتظرا في مدينة سوزدال. فالمدينة كانت تستقبل في ال 7 و8 من نوفمبر/تشرين الثاني
الفائت مؤتمر رؤساء البلديات. ولهذا السبب تم إخفاء أو بالأحرى تمويه المنازل
القديمة الرثة التي تشير إلى فقر قاطنيها وسوء حالتهم المادية. فوضعت أغطية
بلاستيكية رسمت عليها واجهات منازل جميلة على المنازل الخشبية البالية القديمة،
ودعي الأهالي إلى الالتزام بهذا القرار وإلى التصرف بما يتناسب مع المناسبة
الرئاسية. ما دفع عدد من سكان المدينة إلى السخرية من الأمر، خصوصا بعد أن ألغى
الرئيس الروسي زيارته.
حيطان قديمة وأبواب غير سوية وشبابيك
بلا زجاج وهكذا دواليك... هذه هي حال بعض منازل المدينة، ما يدل على الإهمال
المزمن لهذه المنازل، إهمال سببه الأول هو فقر قاطنيها، إلا أن بلدية سوزدال فضلت
عدم إظهار هذا الطابع من حياة المدينة لرئيس البلاد الوافد إليها. وإذا بالسلطات
البلدية تقرر إعادة تهيئة المنازل المذكورة على وجه السرعة، ومن هنا جاءت فكرة تغطيتها
بواجهات "مطبوعة" إن صح التعبير. إلا أن موقع "أو ديميتريوس" أخرج الأمر إلى الملأ والصور
التي التقطت للمنازل قبل وبعد وضع الواجهات "المطبوعة " عليها هي في
غاية التعبير. علما أن أن هذه الواجهات لا تفتقر إلى التفاصيل، فيمكننا أن نرى
مطبوعا عليها عدد لا بأس به من التفاصيل ابتداء من النوافذ الجميلة ومرورا بالقط
الجالس أمام المنزل ووصولا إلى الورود الملونة بأزهى الألوان.
الملاحظ والجدير بالذكر هو أن هذا
العمل الذي قامت به بلدية سوزدال يذكر بما أمر به الوزير الروسي بوتمكين منذ أكثر
من قرنين من الزمن، ذلك عندما أمر بأمر مشابه بهدف إخفاء الفقر المدقع في منطقة
القرم، الواقعة على شواطىء البحر الأسود، عن الأمبراطورة كاثرين. ومن هنا تأتي
تسمية قرى بوتمكين الشهيرة.
ذلك علما أن سوزدال تتمتع بتراث وبمعالم
هندسية غنية جدا، فهي بمثابة متحف حي. نعد بين أبنيتها عدة كنائس وأديرة استثنائية
وعدد من المنازل القديمة الأثرية. إلا أن المدينة لا تعد أكثر من 10000 نسمة ما
يضعها في خانة المدن الصغيرة. فالحياة في سوزدال تتمحور حول شارعها الرئيسي
حيث يقع عدد من المنازل البالية المذكورة. وهو الطريق نفسه الذي كان من المفترض أن
يمر به الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. حاول رئيس بلدية المدينة جاهدا تفسير
وتبرير دوافعه قائلا : "مدينتي لا يحق لها أن تستثمر وتصرف الأموال على
المنازل المذكورة [فهي تقع في خانة الأملاك الخاصة] ولا يمكننا من جهة أخرى أن
نجبر قاطني هذه المنازل على ترميمها لأنهم لا يملكون المال اللازم لذلك".
هذه ليست المرة الأولى التي تدفع بها
زيارة مسؤول كبير نحو اجراء تعديلات أو أخذ اجرءات سريعة ومتسرعة، ففي عام 2011
وبمناسبة زيارة رئيس الوزراء بوتين، في وقته، لمستشفى إيفانوفو تم نقل عدد من
المعدات الطبية من المشافي والمستشفيات المجاورة إلى المستشفى المذكور وطلب من
الموظفين العاملين في المستشفى أن يبالغوا في أرقام معاشاتهم إن سئلوا.
مرسلة من :وليد مهاجري
إرسال تعليق Blogger Facebook