0
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ...
الحمد لله , و الصلاة و السلام على رسول الله , و أهله و صحبه و من والاه , أما بعد :
عن التي لم أستنشق هواء غير هوائها
و لم تطأ رِجلايَ ترابا غير ترابها
أكتب الشعر و أتكلم
وللعلمِ ,  حبي لها هو الملهم
بل هي الإلهام , لكل شاعر ...
و متنفس كل ثائر ...
من غيرها ...
وطني الجزائر ...
يا سائلي عن  سر القوافي
من أجلها نبضت حروفي
و حبها نهجي و عرفي
موطني أرض الجزائر
***
بمناسبة نوفمبر , نوفمبر الذكرى الجميلة , ذكرى اندلاع أول رصاصة في الملحمة التحريرية , و بمناسبة النصر القريب بإذن الله عز و جل , أهدي هذا الجهد المتواضع , إلى بلد المليون و نصف المليون شهيد , إلى بلدي الحبيب  الشامخ " الجزائر" ,
و ردا على كل حاقد , و على كل حاسد , و على كل كلب يريد وجبته على حسابها , ببوحه التافه و نباحه المزعج , أكتب هذا الكلام الطيب المثلج , إلى الجزائر التي أحبها و يحبها كل من ولد على ترابها مثلي , و لم يستنشق هواء غير هوائها مثلي , و التي نحبها رغم ما حدث و ما يحدث , و كنا و ما زلنا و سنظل , ننسج من إلهامها أعذب الكلمات ... أبتدؤها بهذه الأبيات , في جواب الحساد و الحاقدين , على ضوء هذا  المثل "القافلة تسير و الكلاب تنبح ":
قَـــوَافِــلُنَا العَـلـيـَاءَ بَـالِغَة  , وَ لَا تَـبْرَحُ
مَــــرّتْ تَــجُــولُ كَـعَـادَتِـــهَا تَــتَـفـسَّـحُ
فــــــإذا بهــا تبــــتـــــلى  و هي تسـعى
بجــــــوارها نطقــــــت كـــلاب تـنـبـح
تطــاولــت هــاذي الكـــلاب تمـاطــلـت
لكــنــها ما طـــــــاولت , مـــــا تــــفلح
شــتــمــت هــــاذي الكلاب ثم تشمّـتـت
و قــــالــــت مـهــاجــمة كــلاما يجرح
و ألــــســـــــــن هي للكلاب تطاولــت
رحنـــــا نردها بالعظــــــــــام نــلاوح
كمثــل هدية نزلت عليهـــم" عظامنا "
لعقــتــها ألـــسنــهــــم و أخذت تفـرح
شرعت  تلاحقـــنا ابـــتــغــــاء زيـادة
مـــنا و لـكـن نـــنــبـــري لا نســمــح
خالت الكِـــــلاب لعــابــها عــــســــلا
و أنيـــــابها فــــيه قـــــرشا يـــســـبــح
لــكــنهـــا ظــنـــت , و ظـــنها مخطئ
لعـاب الكـــلاب مسمـوم و مــقـــــرح
ترنــحـــت هـــاذي الكــــــلاب تعثرت
رجعت تـــجـــر خـــيبـــتها تــتــأرجح
يا ليــتــني أخـــذت تــقــــول بـحـسـرة
لـــم أعــتـــرض كــبيرا , عــقـله راجح
 نـــبــــاحي مــمل و بـــوحي مثــلــــه
فوحدهـــــــا أســــودكــــم من تصـدح
نــــبـــاحي فاشـــل و طلـــبي مــثـــلــه
و وحدها هــاذي الأســــود  تـــنــجــح
يا لـيـتـني اســتـبــســلــت  في صـــون
نعــاجي اللطــيـفـة التي هــي تســـــرح
يا ليتــــــــــني لم أعترض قوافلكم , إن
 تسمحــــوا مـا كـــــنــــت إلا أمـــــزح 
أســـود عــرمرم  تحـــــــمي خطاكم 
جرّاها جـــرائي بــــغاث يـُــذبـــــــــح
و كـــذلـــك مـــثــــلـــهــا أشــــبــالـكم
جـــمـــال الــــدين قــائــلــها المصرح
 و إلى شعبها , و إلى شعبها كله , بشبابه الذي أنا منه , و برجاله و نسائه و شيوخه و صغاره و عجائزه و إلى كل أحراره و حرائره , مهما تعددت أذواقنا و توجهاتنا , و مهما تعددت مشاربنا , و اختلفت آراؤنا ,  , لأن منهلنا واحد , هو الجزائر , التي شربنا من حبها ماءً صافيا , و في كامل ربوع هذا الوطن العزيز الغالي , من أقصى نقطة في الشمال , إلى نظيرتها في الجنوب , و من أقصى نقطة في الشرق و الذي أنا ابنه و أعتز به و بأبنائه , إلى أقصى نقطة في الغرب, مع اليقين أن الجزائريين لا فرق بينهم , لا فرق بين غرب و شرق و جنوب و شمال , لا فرق بين عربي و شاوي و قبائلي  , لا فرق بين أمازيغي و عربي , فكلنا جزائريون , و كلنا للجزائر , و الجزائر لنا , إذن فإلى كل الجزائريين ,و إلى كل الجزائريات , الأحياء منهم و الشهداء و الأموات , أهدي هذه الكلمات المتواضعة : و في الأخير , تحيى الجزائر , تحيى الجزائر , تحيى الجزائر , التي يسري حبها فينا , و التي فيها ترعرتنا , و التي ولدنا بين أحضانها , أرضنا الزكية الطاهرة ...
و أختمها قائلا :
فِي حُسـنِـهَا مَاذَا أَقُـولُ عَــسَانِي
مَـاذَا يُعَـــــبِّرُ أَو يُجِـيـبُ لِسَانِي
فَالشّـِـــعرُ يَأبَى إِذ أَهِمُّ بِوَصفِهَا
مَنحِي حُرُوفَا تَعتَـــرِي أَوزَانِي
هِي الجَزَائِر مَسكَـنِي وَ مَكَانِي
بَلَــدِي الحَبِـيـبُ جَمِيلَةُ البُلدَانِ
أَكرِم بِهَا بَلَدُ المَليُونِ وَ نِصفِهِ
خَيرُ البِقَاعِ وَ أَفضَلُ الأَوطَانِ
 وحــــدها بلدي العزيز آواني
و حُبّهَا الأبديّ  هـــــــزّ كَيَانِي 
وَطَنِي وَ لَستُ أَرْجُو غَيــــرَهُ
وَطنِي الوَحِيدُ لَيسَ بَعدَهُ ثَانِـي
فَخُورٌ أنَا , بِأَرضِي وَ أهـلِي
أَمِيرٌ أنَا وَ جَـزَائِرِي إيـوَانـِي
هِيَ التَّاجُ وَ الوَرْدُ حَاشِيَـــتِي
وَ الشّـِـعْـــرُ دَيْدَنِي وَ دِيوَانِي
بقلم : جمال الدين الواحدي

إرسال تعليق Blogger