حنون تُطالب بحقيبة وزارة التجارة لمنع انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية

علمت "الدبلوماسي" من مصدر سياسي موثوق أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، سيجري تعديلاً حكوميًا خلال الأيام القليلة المقبلة وذلك في رسالة ضمنية مفادها أنه لا يزال متحكم بمقاليد الحكم وتسيير شؤون الجزائر رغم وضعه الصحي ولتفنيد الشائعات التي تتحدث تارة عن تدهور حالته الصحية ونقله على وجه السرعة إلى الخارج للاستشفاء وتارة عن موته اكلينيكيًا.
وبحسب المصدر السياسي وهو عضو بالمجلس الشعبي الوطني عن حزب جبهة القوى الاشتراكية رفض الكشف عن اسمه، فإن التعديل الحكومي المرتقب تأخر بسبب تردد حزبي جبهة القوى الاشتراكية والعمال في الالتحاق بالطاقم الحكومي رغم موافقتهما المبدئية على المشاركة في الحكومة المقبلة،و كشف ذات المصدر أن أقدم حزب معارض في الجزائر و هو جبهة القوى الاشتراكية قد أبدى لمقربين من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رغبته الملحة في المشاركة لأول مرة في الحكومة الجزائرية و قد عُرض عليه حقيبتين وزاريتين هامتين في خطوة لو تأكد حدوثها تعتبر سابقة أولى من نوعها و مفاجأة من العيار الثقيل في الحياة السياسية الوطنية،خاصة و أن حزب الزعيم القبائلي و التاريخي حسين آيت أحمد-المنسحب من رئاسة الحزب منذ مدة- قد هادن في الآونة الأخيرة النظام الجزائري بشكل غير مسبوق.كيف لا و هو الذي يعتبر أكثر الأحزاب الوطنية نشاطًا و صاحب مبادرة الإجماع الوطني التي تمهد لعقد ندوة وطنية تضم مختلف الأحزاب وأطياف المجتمع المدني دون استثناء أو إقصاء قصد الخروج بورقة سياسية وطنية موحدة تلقى ترحاب وإجماع الجميع.و هي المبادرة التي لاقت ترحابًا و قبولاً من طرف الأحزاب الموالية للسلطة في الجزائر كجبهة التحرير الوطني،التجمع الوطني الديمقراطي،الحركة الشعبية الجزائرية و تجمع أمل الجزائر ما يعني ضمنيًا أن السلطة موافقة على مبادرة الأفافاس و قد تتبنى الفكرة لاحقًا أو على الأقل الإسهام و لو من بعيد في إنجاحها،و أن أولى ثمار هذه المبادرة هو مشاركة حزب جبهة القوى الاشتراكية في الحكومة الجزائرية المقبلة لا سيما و أن تلك المشاركة ستعطي مصداقية أكثر للنظام الحاكم في الجزائر الفاقد للشرعية.
وبخصوص إمكانية التحاق حزب العمال لأول مرة بالحكومة الجزائرية أوضح نفس المصدر أن لويزة حنون أبدت موافقتها المبدئية على مشاركة حزبها في الحكومة لكن تأخر التحاق الحزب بالحكومة جاء بسبب إصرار حنون على منح حزبها حقيبتين وزاريتين هامتين من بينها وزارة التجارة، حيث تأمل زعيمة حزب العمال في الحؤول دون انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية وهو الأمر الذي جعلها تصر على منح حزبها حقيبة وزارة التجارة على وجه الخصوص ورشحت النائب البرلماني جلول جودي لهذا المنصب الوزاري. كما رشحت حنون الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد لشغل منصب وزاري ما في الحكومة المقبلة كمحاولة منها لإنقاذه من عملية الانقلاب التي تهدد وجوده على رأس نقابة العمال، مع العلم أن سيدي السعيد يعتبر من أكثر الشخصيات المقربة إلى لويزة حنون
![]() |
الكاتب / عمار قردود |
وقد سبق وأن قالت لويزة حنون إن انضمام الجزائر للمنظمة التجارة العالمية ودخول منطقة التبادل، يعد انتحارًا ومصادرة لحرية القرار الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، وأضافت حنون إن الانضمام لهذه المنظمة غير ممكن في الوقت الحالي، بالنظر إلى ما قامت به الجزائر بإعادة هيكلة اقتصادها أواخر سنة 2009، إضافة إلى عدم قدرة المؤسسات الجزائرية على منافسة المؤسسات الأوربية التي ستأتي للاستثمار في الجزائر.
وعن جديد الحكومة الجزائرية المقبلة كشف مصدرنا أنها ستضم وجوه معروفة وستكون مفاجأة للجميع و على رأسها إضافة إلى الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد الذي رشحته لويزة حنون لشغل منصب وزاري أسطورة كرة القدم الجزائرية رابح ماجر الذي سيتم تعيينه وزيرًا للرياضة خلفًا للمغادر البروفيسور محمد تهمي،كما سيتم تعيين عبد القادر العلمي وزيرًا للاتصال خلفًا لحميد قرين رغم أن بعض المصادر ترشح حمراوي حبيب شوقي أو زهية بن عروس وأن هناك وزارء معروفين سيغادرون الحكومة خلال التعديل الوزاري المرتقب على رأسهم الطيب بلعيز الذي سيتم تعيينه مستشارًا برئاسة الجمهورية،يوسف يوسفي،عبد المالك بوضياف،عبد الوهاب نوري، كما أن حزب جبهة المستقبل لعبد العزيز بلعيد سينضم إلى الحكومة بمنصب وزير منتدب.
عمّـــار قــردود
إرسال تعليق Blogger Facebook