
ولعلّ ميزة بطولة الخليج أنّها نجحت في تعويض بطولة العرب التي يكثر الحديث عنها، ويفشل المدافعون عن فكرتها، إذ يخرج المتردّدون بشأنها، ويقدّمون أعذارًا كثيرة، من بينها عدم القدرة في ضبط توقيت مناسب لها، وتعارض ذلك مع تواريخ «فيفا»، وازدحام روزنامة المنتخبات الوطنيّة. في حين أنّ أفريقيا مثلاً أنشأت كأس أمم أفريقيا للمحليين من دون أن يؤثّر ذلك على أداء المنتخب الأوّل، ولا يتأثّر بمسألة التوقيت.
ففكرة بطولة الخليج، تبقى نموذجاً للنجاح، ولو أنّ بعض الدّورات كانت تصطدم بصعوبات في التنظيم، كما كان الشأن بالنسبة لخليجي اليمن الذي أثار لغطاً واسعاً بسبب التأخّر في جاهزية المنشآت، وللأوضاع السياسيّة التي كان يمر بها اليمن آنذاك، إلاّ أن مملكة سبأ لم تكذّب النبأ وجرت الدّورة من دون مخاوف، وأضاف الأزرق الكويتي لقباً آخر في رصيده الخليجي الممتاز. أمّا الدّورة التي كانت مقرّرة في العراق فلم يُكتب لها النجاح لعدم جاهزيّة ملاعب البصرة، وكذا لعدم استيفاء الشرط الأمني كاملاً بالنظر لما تمرّ به المنطقة. ومع هذا فإنّ بلدان الخليج تظلّ جاهزة لاحتضان أيّ دورة، ولو كانت في حجم كأس العالم.
ولعلّ ما يميّز «خليجي 22» بالرياض هو رغبة المنتخبات المشاركة في أن يكون ذلك مقدّمة للتحضير الجيد لبطولة أمم آسيا المقرّرة في أستراليا 2015، خاصّة إذا أدركنا أنّه باستثناء اليمن فإنّ كلّ المنتخبات الخليجيّة مدعوّة للعب من أجل اللقب الآسيوي في الشتاء القادم، لهذا فلن تجد السعوديّة وقطر والكويت والعراق والبحرين والإمارات وعمان أفضل من «دورة الرياض» لرفع مستوى الاستعداد للدفاع عن حظوظ الكرة العربيّة في هذا الموعد المهم. ومن بين المسائل التي لا يمكن المرور عليها من دون إشارة التجديد الذي مسّ البنية البشريّة لأغلب المنتخبات، إذ إنّ حالة التشبيب والتجديد في اللاعبين والإطار الفنّي، مسّت بصورة أخصّ الأخضر السّعودي والعنّابي القطري بعد الإخفاق في التأهّل للمونديال البرازيلي، والفشل في نيل «خليجي 21» بالبحرين، فيما يبقى منتخب الإمارات محافظاً على توازنه على رغم تراجع أداء بعض نجومه. كما أنّ «خليجي الرياض» سيكون فرصة أمام بلاتر والضيوف الأوروبيين والأجانب لتبديد مخاوفهم بشأن سلامة اختيار بلد عربيّ مثل قطر، لتنظيم مونديال 2022 في مثل هذا التوقيت. فخليجي 22 هو امتحان مفتوح.
عزالدين ميهوبي / الحياة
إرسال تعليق Blogger Facebook