0
خمسة  أيام هي المدة التي استغرقتها العملية الانتخابية بمدينة مرسيليا فرغم الطاقة البشرية التي جندت لسير العملية و توفير النقل  للناخبين و القاطنين خارج مارسيليا بقي توافد المنتخبين مقتصرا على فئة المسنين و الكهول و النسوة و حضور محتشم للشباب و هو ما زاد من تساؤلاتنا
 فارتأينا التنقل إلى بعض الأماكن التي يرتادونها  كسوق "نواي" أين يمارسون شتى أنواع التجارة الموازية و المكان المفضل لهم لارتشاف فناجين القهوة فكان سؤالنا لماذا العزوف عن الذهاب للانتخاب فكانت إجابة لرشيد 28 سنة و هل تعتقد أن الأمور ستتغير ؟ لن انتخب على من يكذب علينا و هو سبب مغادرتنا للبلد الذي عانينا فيه من البطالة و الوعود الكاذبة لو كنت في الجزائر سيكون الأمر كذلك فكيف تريدني أن انتخب. ليتدخل شاب أخر أنا لا أعرف المكان الذي ننتخب فيه و حتى و أن عرفت لن أذهب لأن لا شيء سيتغير و النتيجة معروفة مسبقا همنا هو التبزنيس و ربح المال لإعانة عائلاتنا أما الانتخابات فهي مضيعة للوقت  لننتقل بعد ذلك إلى بعض محلات الخدمات الهاتفية ليقابلنا السعيد من عنابة فهو لا يعرف حتى أسماء المرشحين ما عدا عبد العزيز بوتفليقة و الذي قال بشأنه حتى و أن لم يترشح فانه الفائز أما عمار من ضواحي سطيف فقد صرح كان بإمكان القنصلية أن توظف الشباب لسير العملية و ليس من نعلم أنهم دائما الأوفر حظا في مثل هاته المناسبات
و هم الانتهازيين و من تجاوزتهم الأحداث و تقدم بعضهم  في السن إلا أنهم ما زالوا كالطفيلين لا يضيعون فرصة كهذه و السبب معروف هي المبلغ المالي الذي سيجنونه زيادة عن راتبهم بينما نحن كما ترى نشتغل في المقاهي و محلات التاكسي فون. ليتدخل رشيد من قسنطينة  و يقول هل تعلم ؟ عند زيارة الجزائر أنا مضطر لدفع مبلغ 3000 أورو و عائلتي الصغيرة  ثمنا للتذكرة مع الخطوط الجوية الجزائرية و التي تبقى تذاكرها من أغلى التذاكر في العالم و الجحيم حين نعود بحرا و الاستقبال السيئ من طرف الجمارك و التي ترغمك الانتظار طويلا أعلمكم أن هناك من باع سيارته ليقتني ثمن التذكرة نريد إلى من يستمع إلينا و يحل مشاكلنا التي تبقى أهمها عزتنا و كرامتنا الوطنية المسلوبة في وطننا الذي تركناه مرغمين  . لنغير بعدها الوجهة تجاه المقاطعة 14 و 15 و التي يقطنها عادة الشباب المنحدر من أصول جزائرية و مزدوجي الجنسية فكانت إجابته أغلبهم  لم ننتخب في الانتخابات الفرنسية فكيف لنا أن ننتخب في انتخابات لا تعنينا الجزائر بلد لا يعترف بنا و نحن هناك مجرد "زميقري" و لا قيمة لنا لا نملك نفس الحقوق لذلك فنحن مرغمين بعدم الاعتراف  بمن لا يعرفنا و هي الإجابات التي لمسناها عند الجميع  لنعود بعد ذلك إلى مركز الانتخاب يوما قبل الموعد الحاسم لنترقب الأجواء التي كانت عادية مع  تراجع واضح  في عدد المقبلين على الانتخابات والإعياء الواضح على و جوه المشرفين و المنظمين و هذا طبيعي لتواجدهم يوميا  من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية السابعة زوالا و هذا  منذ يوم السبت  . أردنا الحصول على بعض الأرقام كعدد الناخبين فكانت الإجابة ليس الوقت مناسب لذلك سيكون ذلك في اليوم الأخير مع منعنا من الاقتراب من مكاتب الاقتراع و الاكتفاء بمحادثة المواطنين و بعض الصحفيين ممن التحق للتغطية كالنهار تي في و الشروق تي في و القناة الوطنية الأولى و مجالسة راديو غزال التي نشكر مذيعتها للاهتمام و الترحاب و المساعدة  التي لقيناها
مرسيليا قتالة جمال 

إرسال تعليق Blogger