0
كشفت مصادر أمنية وعائلية متطابقة لـــ"الدبلوماسي" أنه تم مقتل جزائري في العقد الرابع من العمر ويتعلق الأمر بالمدعو (مخلفي السعيد) وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 3 سنوات و13 سنة وكان يعمل في إحدى الشركات التابعة للخواص منحدر من مدينة عين مليلة بولاية أم البواقي ويقيم بمدينة قسنطينة قبل سفره إلى سوريا منذ حوالي شهرين بعد أن تم تجنيده من طرف إحدى الحركات الجهادية للجهاد في سوريا بمعية الجيش السوري الحر ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد و ذلك بمدينة إدلب السورية
و بحسب مصدر مقرب جدًا من عائلة الضحية فإنه معروف عنه التزامه الشديد لكن دون تشدد و قد كان قبل ذلك من المتعاطفين مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ.جثمان الضحية سيتم وصوله إلى أرض الوطن غدا الثلاثاء مساء حسب ما استفيد من مصدر عائلي مقرب من أهل الضحية.
و بحسب أحد أقرب أصدقاء الضحية و الذي صرح لــ"الدبلوماسي" بعد الحاح شديد منا بسبب حالته النفسية السيئة و تأثره الكبير بسبب وفاة صديقه: " السعيد أبلغني خلال آخر اتصال هاتفي بيننا منذ حوالي أسبوعين بالتحديد أنه أصيب بإحباط شديد و بندم لا يمكن وصفه بسبب التحاقه بجبهة القتال-و ليس الجهاد-لأن ما يحدث في سوريا بين الأشقاء و بعض الغرباء المندسين لا يمت للجهاد بصلة و إنما هي مؤامرة غربية -صهيونية تم نسجها و حبكها بدقة و إـتقان كبيرين من أجل إسقاط آخر قلاع العروبة و الصمود و التصدي طبعًا دون حساب الجزائر ،و أنه غرر به من طرف جماعة جهادية سورية تنشط في الجزائر و معظم دول المغرب العربي من أجل تجنيد الجهاديين للقتال في سوريا إلى جانب الجيش السوري الحر و ضد نظام بشار الأسد" و أضاف محدثنا أن:" صديقه المغدور به أكد له أن عدد الذين أتوا للجهاد في سوريا من حاملي الجنسية الجزائرية كبير جدًا و لا يستهان به" مردفًا :" أن الجزائريون متواجدون بفعالية على جميع مستويات و جبهات القتال في سوريا. حيث يتواجد من بينهم الأمير والقائد العسكري والجندي البسيط وحتى المفتي".
وحسب مصادر أمنية وعسكرية متطابقة وموثوقة لــــ"الدبلوماسي" فإنه تم تكوين وانشاء فرق أمنية مختصة في مختلف ولايات الوطن وخاصة تلك الولايات التي شهدت تجنيد عدد من شبابها وإرسالهم إلى سوريا لـــــــ"الجهاد"، حيث تعمل هذه المجموعات الأمنية على ملاحقة الخلايا التي تعمل على تجنيد سلفيين جهاديين وشباب مغرر به لا علاقة له بقضية الجهاد للقتال في سوريا وترصد تحركات هؤلاء الأشخاص المشبوهين.
26 جزائري التحقوا للجهاد بسوريا منذ بداية السنة الجارية
وأشارت ذات المصادر إلى أن كل هؤلاء الجزائريين وصلوا سوريا من خلال السفر إلى تركيا للسياحة أو التجارة وبمجرد وصولهم هناك يتم توجيههم ونقلهم إلى سوريا بدعم وإيعاز من النظام التركي المناوئ لنظام الأسد، أين يقومون بدعم تنظيم جبهة النصرة لأهل الشام. مشيرة إلى أن مجندي تنظيم "القاعدة" سواء من الجزائريين أو من جنسيات أخرى يجري وضعهم في أماكن آمنة و غير مشبوهة بجنوب تركيا قبل تهريبهم عبر الحدود للجهاد ضد نظام بشار الأسد في سوريا، كما أن هناك مخابئ كثيرة و متسعة تتواجد بتركيا تسمح بتدفق المقاتلين الأجانب و خاصة منهم العرب و من بينهم الجزائريين بشكل مستمر إلى هناك للمشاركة في القتال و هي تعد آلاف الأشخاص.موضحة أن عددهم كبير ومعتبر لكنها ليست لها أرقام دقيقة وإن لمحت إلى أن عددهم بالمئات وأن أعمارهم تتراوح ما بين 20 و48 سنة وأنه خلال السنة الحالية فقط تم الإبلاغ عن اختفاء أزيد من 26 شخصًا أثبتت التحريات الأمنية أنهم التحقوا للجهاد بسوريا.
مئات الجزائريين يقاتلون إلى جانب الجيش السوري الحر
هذا و قد أسرت مصادر أمنية رفيعة المستوى لــ"االدبلوماسي" ان مئات الجزائريين الذين ينحدرون خاصة من ولايات الشرق الجزائري و الجنوب الشرقي و بعض ولايات الوسط كالجزائر العاصمة و البليدة و بومرداس عبروا الحدود التركية إلى سوريا للجهاد إلى جانب الجيش السوري الحر ضد قوات النظام السوري.وقال أقارب بعض المواطنين الذين توجهوا إلى سوريا لـــــ"البلوماسي" انهم على تواصل معهم، وان هناك مجموعات كبيرة من مختلف الجنسيات العربية و الإسلامية كالسعودية والجزائر و تونس و موريتانيا و ليبيا و مصر وباكستان و أفغانستان و حتى الشيشان يساهمون في محاربة النظام السوري.وأوضحوا انه بمجرد دخولهم الحدود السورية يتم منحهم وثائق تثبت تجنسهم بالجنسية السورية تُعطى لهم من قبل الجيش السوري الحر ويتم تغيير أسماءهم و القابهم و حتى تواريخ ميلادهم كما يتم تزويدهم بالأسلحة بالنسبية للذين لهم دراية واسعة في ميدان القتال و يقومون بتوزيعهم على وحدات قتالية أما الذين لم يسبق لهم القتال و حمل السلاح فتقوم جماعات من الجيش السوري الحر بإخضاعهم إلى عمليات تدريب عسكري مرهق قبل مدهم بالأسلحة.
عدد الجهاديين الجزائريين في سوريا في تزايد رغم تشديد الخناق على خلايا تجنيدهم
و رغم أن بعض المصادر و التقارير الإعلامية و الاستخباراتية و الأمنية الوطنية و الأجنبية كانت قد أفادت إلى أن عدد "الجهاديين الجزائريين" الذين يقاتلون في صفوف "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة وجماعات أخرى في سوريا قد انخفض في الأشهر الأربعة الأخيرة قياسًا بالشهور الماضية،و أن عدد المقاتلين الجزائريين يعد الأقل بالنسبة للدول العربية إلا أن واقع الحال غير ذلك تمامًا حيث أن ﻋدد الجزائريين الذين ينضمون للمعارضة المسلحة في ﺳورﯾﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﻧداءات ﺑﻌض رجال الدين بالدعوة للجهاد و خاصة يوسف القرضاوي الذي يُحظى باحترام و تقدير كبيرين لدى الجزائريين في تزايد مستمر رغم نجاح مصالح الأمن في تفكيك عدد من ﺧﻼﯾﺎ اﻟﺗﺟﻧﯾد السرية و تشديد الخناق عليها،و بحسب بعض المصادر فإن وزارة الخارجية أصدرت تعليمات كتابية ملزمة تفيد بإجراء تحريات أمنية جد مدققة و معمقة على طالبي تأشيرة السفر و الدخول إلى تركيا.و أن أكثر الجزائريين المقاتلين في بلاد الشام هم قادمون من دول أخرى غير الجزائر كفرنسا و بلجيكا و كندا و يمتلكون جنسيات الدول القادمون منها رغم أن أصلهم جزائري.
أزيد من 270 جزائري قتلوا في سوريا
من جهة أخرى كشفت أرقام نشرتها وكالة "بينتابوليس" الأمريكية المختصة في علم الإحصاء، مؤخرًا، أن عدد الجزائريين الذين قتلوا في المعارك الدائرة في سوريا منذ اندلاعها قبل أكثر من سنتين، إلى جانب الجماعات المسلحة (المناوئة لنظام بشار الأسد) بلغ 273 مسلح، وفيما تعتبره بعض المصادر رقم كبير ومبالغ فيه لكن بعض المتتبعين للشأن السوري أكدوا لـــ"الدبلوماسي" أن العدد أكبر من المكشوف عنه بكثير
.
عمّــــار قــــردود

إرسال تعليق Blogger