0
كشفت مصادر سياسية مأذونة لـــ"الدبلوماسي" أن رئيس الجمهورية السابق اليامين زروال قد التقى،يوم السبت الماضي، بوزير العدل في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد ورئيس الحكومة الأسبق في عهد بوتفليقة والأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني والمترشح المحتمل لخوض غمار الانتخابات الرئاسية التي ستجري ربيع 2014 علي بن فليس في بيته العائلي الكائن بمنطقة بوزوران بمدينة باتنة.
 حيث تناولا معًا وجبة العشاء ودام لقاءهما أزيد من ساعتين كاملتين وكان من بين الحضور شخصيات وطنية مدنية وعسكرية رفيعة المستوى و لم تتسرب أدنى معلومات عن فحوى هذا اللقاء الهام و الثاني من نوعه بين الشخصيتين بعد ذلك اللقاء الذي جرى الأسبوع الماضي عندما أدى الرئيس زروال واجب العزاء لبن فليس في وفاة شقيقه،لكن و بحسب بعض المصادر فإنه من المرجح أن يكون هذا اللقاء يتعلق بدعم صريح من الرئيس زروال لابن بلدته علي بن فليس الذي قرر الترشح للمرة الثانية في حياته السياسية للانتخابات الرئاسية بعد تلك التي خاضها سنة 2004 و مني فيها بهزيمه مفبركة من طرف أنصار و مريدي بوتفليقة،و بحسي ذات المصادر دائمًا فإن الأستاذ في علم القانون علي بن فليس أصر على إعلان ترشحه لرئاسيات 2014 بغض النظر عن الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي بدأ الترويج إعلاميًا عن تعافيه تدريجيًا و إن كان واقع الحال غير ذلك لطالما لا زال ظهوره متذبذبًا.
علي بن فليس الذي رفض التشفي في الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة و أسّر إلى مقربيه-حسب مصادر عائلية جد مقربة من محيطه-أنه و رغم ما حدث له مع بوتفليقة سنة 2004 و إرغامه على الانسحاب من الحياة السياسية لحوالي عقد كامل من الزمن إلا أنه"يتمنى له الشفاء من أعماق قلبه و أن ما في القلب يبقى في القلب" و أنه عندما فكر ثم قرر و سينفذ ذلك قريبًا في الترشح لخوض غمار الانتخابات الرئاسية المقررة ربيع السنة المقبلة لم يكن ينتظر نوعية الأسماء المرتقب إعلان ترشحها و أنه هذه المرة واثق كل الثقة من قول كلمته في الرئاسيات عكس ما حدث له سنة 2004 و لكنه لم يوضح إن كان يتوقع الفوز أم لا و قال"الصندوق هو من يقرر و الكلمة الفيصل للشعب و ليس لشيء آخر" و هو ما يفيد أ، علي بن فليس يكون –هذه المرة-قد تحصل على وعود-إن لم نقل قرارات ستنفذ بحذافيرها-بأنه سيكون رئيس الجزائر المقبل سواء ترشح بوتفليقة أو لم يترشح.و ما استفادته من تزكية الرئيس السابق اليامين زروال و عدد معتبر من كبار الشخصيات الوطنية المدنية و الأمنية و العسكرية رفيعة المستوى و التي ذكرت لنا نفس المصادر من بينها:أحمد طالب الإبراهيمي،مقداد سيفي،يوسف الخطيب،عبد الله جاب الله، أبو جرة سلطاني،كريم يونس ،محمد بتشين و أزيد من 75 وزير سابق و عدد من الجمعيات و المنظمات الجماهيرية إضافة إلى 24 محافظة من محافظات الأفلان أعلنت و لو بشكل غير علني دعمها و مساندتها لبن فليس،فضلاً عن عدد معتبر من الأحزاب و إن كانت مجهرية.
هذا وتبدي السلطات العليا في الجزائر أن علي بن فليس يحظى بدعم شعبي وسياسي وحتى اعلامي على المستوى الوطني، وأن شعبيته شهدت ارتفاعًا تاريخيًا وقياسيًا غير مسبوق خاصة في الآونة الأخيرة حتى في معاقل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في منطقة الغرب الجزائري عامة وولاية تلمسان على وجه الخصوص وهو-أي علي بن فليس-الذي ضُرب عليه حصارًا إعلاميًا غير مسبوق مباشرة بعد قرار عدالة الليل سنة 2004 وإجباره على الاختفاء والتواري عن الأنظار ردحًا من الزمن.
وقد انخرط أغلب المناضلين الناشطين ضمن الحركة الجمعوية التي طالبت خلال شهر جويلية الماضي من الرئيس السابق اليامين زروال بالترشح لخلافة عبد العزيز بوتفليقة الذي كان آنذاك في حالة صحية جد متردية بلغت حد الإعلان عن وفاته في لجان لمساندة ترشح رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، الذي ينتظر أن يعلن ترشحه في الأيام المقبلة و توقعت مصادر "الدبلوماسي" أن يكون ذلك قبل النصف الثاني من شهر ديسمبر المقبل و من المتوقع أن يكون بتاريخ 11 ديسمبر أو بتاريخ 27 ديسمبر و هو التاريخ الذي يتزامن مع ذكرى وفاة الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين.
و لعلى الأمر الذي زاد من رغبة بعض أجنحة السلطة أو النظام في الجزائر في ترجيح كفة علي بن فليس خلال رئاسيات 2014 هو تصريح الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني المخلوع عبد العزيز بلخادم الذي صرح ،أمس،أن" الأمين العام الجديد للآفلان عمار سعداني لم يوفق في تشكيلة المكتب السياسي التي أعلن عنها، كون حوالي 12 من أصل 15 عضوًا المعينين من سعداني في مكتبه السياسي من المحسوبين على علي بن فليس، وبالتالي التعيين لم يكن عادلاً ولا موفقًا، كون الرجال المحسوبين على الرئيس والأوفياء له منذ عهدته الأولى غير متواجدين بالمكتب السياسي".
ورغم أن رئيس الجمهورية السابق اليامين زروال لم يعلن صراحة تزكيته ودعمه لترشيح علي بن فليس لرئاسيات 2014 إلا أنه لمح إلى بعض مقربيه ونشطاء تنظيمات أبناء الشهداء ضمنيًا أنه يتمنى أن يرفع المشعل الشباب وهو ما فُهم أنه دعم صريح لعلي بن فليس. أين قال كلمته الشهيرة "عمري 72 سنة افتحوا المجل للشباب" كما قال وقتها إنه لن يتوان في خدمة الجزائريين وسيساند الرجل الأنسب للجزائر في المرحلة المقبلة".و يعتقد متتبعين لموضوع رئاسيات 2014 أن الإعلان بشكل رسمي و صريح من طرف الرئيس زروال عن دعمه لترشح علي بن فليس سيرفع من أسهم رئيس الحكومة الأسبق بنسبة كبيرة و يعتبر بمثابة دعم معنوي كبير خاصة و أن "منقذ الجزائر خلال أحلك و أخطر مراحل تاريخها" كما يحبذ محبيه و مريديه تسمية اليامين زروال لا يزال رغم انسحابه طواعية من رئاسة الجزائر سنة 1999 يُحظى بشعبية كبيرة في أوساط الجزائريين الذين طالبوه بالعودة إلى تبوأ منصب رئيس الجمهورية.
الجنرال توفيق من مدعمي بن فليس
مصدر عسكري رفيع المستوى كشف لــ"االدبلوماسي" أن هناك تسريبات غير مؤكدة تفيد أن مدير المخابرات والرجل القوي في النظام الجزائري أو ما يصطلح عليه بــــ"صانع الرؤساء وربّ الجزائر في الأرض"الجنرال محمد مدين الشهير بــــ"توفيق" أعلن إلى أقرب مقربيه أنه يدعم ترشيح علي بن فليس في الانتخابات الرئاسية 2014 وذلك على خلفية تدهور العلاقات بينه وبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومحيط الرئيس وخاصة شقيقه السعيد بوتفليقة الذي يعتبر"رئيس الجزائر الخفي" وأنه من أشد معارضي عهدة رئاسية رابعة لبوتفليقة.
نحو إعادة سيناريو رئاسيات 2004
وبحسب المعطيات الحالية وفي حال إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ترشحه بصفة رسمية وشخصية للترشح إلى عهدة رابعة لرئاسة الجزائر مثلما يتمنى محيطه وإعلان رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس رسميًا خلال القادم من الأيام عن ترشحه لرئاسيات 2014 وعزوف بعض الشخصيات الوطنية ذات الوزن الثقيل عن الترشح في صورة: مولود حمروش،عبد العزيز بلخادم ، أحمد أويحيى و سيد أحمد غزالي أو إعلان دعمهما إلى واحد من المترشحين المذكورين آنفًا فإن سيناريو رئاسيات 2004 سيتكرر بذات الوجوه تقريبًا مع تغيرات طفيفة و لكن في ظروف سياسية داخلية و خارجية مغايرة تمامًا
.
مرسلة من: عمّـــــار قــــردود

إرسال تعليق Blogger