0
قال الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) بوعلي المباركي، إن الإعلان عن نتائج الحوار الوطني الذي انطلق في الثالث والعشرين من أكتوبر/ تشرين الاول، سيكون الاثنين، وفق ما ذكرت إذاعة "موزاييك" التونسية الخاصة، في وقت تستعد فيه تونس لاسبوع حافل بالاحتجاجات الاجتماعية والتحركات النقابية.
ولم يتحدث المباركي عن التوصل إلى اتفاق بين أحزاب المعارضة الليبرالية وحركة النهضة الإسلامية التي تقود الحكومة بشأن تسمية رئيس جديد للحكومة بدلا من علي العريض

وينحصر الحديث حاليا عن مرشحين رئيسيين لتولي منصب رئيس الحكومة في البلاد هما: أحمد المستيري (88 عاما)، المدعوم من حركة النهضة، ومحمد الناصر المدعوم من المعارضة، إلا أن الخلاف بشأنهما ما زال قائما.
وحملت المعارضة التونسية حركة النهضة الإسلامية مسؤولية فشل الحوار الوطني، كما حملتها مسؤولية سوء الأوضاع الأمنية وتنامي التهديدات الإرهابية في البلاد نظرا لتساهلها في تناول موضوع السلفية الجهادية وعمليات تهريب السلاح من ليبيا.
ووافقت حركة النهضة الإسلامية على خارطة طريق طرحتها أربعة تكتلات نقابية لإخراج البلاد من أزمة سياسية حادة اندلعت إثر اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو 2013.
وتنص خارطة الطريق على استقالة الحكومة الحالية التي يرأسها علي العريض القيادي في حركة النهضة لتحل محلها حكومة رئيسها وأعضاؤها مستقلون ولا يترشحون إلى الانتخابات القادمة.
وأكد متابعون للشأن التونسي أن الاتحاد العام التونسي للشغل سيعمل على تسليط الضغوط على حكومة النهضة الإسلامية عبر الشارع لأرضاخها من أجل التوصل إلى حل يقضي باختيار شخصية توافقية تتولى رئاسة الحكومة واستقالة حكومة علي لعريض.
ويقود الاتحاد مشاورات ضمن رباعي الراعي للحوار الوطني مع الفرقاء السياسيين لاستئناف الحوار المعلق من الرابع من الشهر الجاري.
وحذر الأمين العام للاتحاد حسين العباسي من "العواقب الوخيمة" في حال فشل الحوار، مشيرا إلى خطر خروج الاحتجاجات عن السيطرة إن لم يتم التوصل إلى توافق.
وفي ظل تدهور الأوضاع المعيشية وغلاء الأسعال وانسداد الأفق أما حلول جذرية تنهض بوضع البلاد وغياب التطمينات، حذر مراقبون من امكانية تفجر الوضع وانتفاض الشارع التونسي ضد الحكومة.
وحذر أحمد ابراهيم رئيس حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي الاحد في تصريح اعلامي من حدوث صدمة جديدة بالبلاد اذا ما فشل الحوار الوطني.
وشدد ابراهيم على ضرورة الحسم في أقرب الاجال في مآل هذا الحوار المعلق والذي قال انه ما يزال يرواح مكانه ملاحظا أن اضاعة الوقت تعد شيئا خطيرا باعتبارها لا تساهم الا في كسر معنويات التونسيين الذين سئموا التجاذبات وكذلك في اضعاف فرص الوصول الى حل للخروج مما تردت اليه تونس من مشاكل أمنية واقتصادية واجتماعية حسب تقديره.
وقال ان البلاد بحاجة الى سياسة انقاذ حقيقية موضحا أن ذلك يتطلب اعتماد الشرعية التوافقية والابتعاد عن منطق الاستفزاز الى جانب خلق مناخ سياسي توافقي فيه اقبال على الحوار بكل جدية بعيدا عن اعتماد ازدواجية الخطاب.
واعتبر رئيس المسار الديمقراطي الاجتماعي أن الخروج مما يوصف بعنق الزجاجة يستوجب تخلي حركة النهضة والترويكا عن منطق سياسة الفيتو، وأن من يحكم هو الذي يسلم الحكم ويختار من يخلفه.
أما الجنيدى عبدالجواد القيادى في المسار فقد اعتبر أن الحوار قد فشل خاصة في ظل وجود من يستعمل الحوار فقط لربح الوقت وللبقاء في الحكم على حد قوله، واصفا بأنه حوار يسير على حد قوله بفيتو النهضة وبتواطؤ من حزبي التكتل والمؤتمر.
كما شدد على أن المرحلة الراهنة تحتاج الى تجاوز الاعتبارات الحزبية للمحافظة على مكاسب الوطن الذى هو أغلى من الحسابات الحزبية الضيقة على حد قوله.
وتستعد تونس لاسبوع حافل بالاحتجاجات الاجتماعية والتحركات النقابية مع اعلان منظمات من المجتمع المدني في مدينة قابس الدخول في اعتصام امام مقر الولاية احتجاجا ضد قرار الحكومة استثناء المدينة من مشاريع في القطاع الصحي والجامعي.
ونظم تونسيون، السبت، سلسلة نشاطات احتجاجية في قابس جنوبي البلاد، في اليوم الأول من "أسبوع الغضب" الذي دعت إليه نقابات ومنظمات أهلية.
وتعترض النقابات على استثناء ولاية قابس من مشاريع بناء كليات طب أعلنتها الحكومة التي تقودها حركة النهضة، ما فجر موجة من الغضب الشعبي.
وقال منظمو الاعتصام في قابس انهم سيصعدون من تحركاتهم الاحتجاجية في حال لم تلبى مطالبهم.
وأعلنت محافظة توزر بدورها عن اضراب عام في الرابع من كانون اول/ ديسمبر بدعوى من الاتحاد الجهوي للشغل تتخلله مسيرة شعبية للمطالبة بالتنمية في الجهة.
ميدل ايست أونلاين

إرسال تعليق Blogger