
- إما أن يفشل استفتاء انفصال الإقليم، فتبقى دار لقمان على حالها، ويشاهد الناس، كما كانوا دائماً، الكلاسيكو بمتعة كبيرة. وهو احتمال وارد جداً.
- أو ينجح الاستفتاء، فيُستثنى فريق برشلونة، ويبقى ضمن الليغا الإسبانية، مع ضرورة إعادة النظر في نصوص الاتحاد الإسباني لكرة القدم، فلا يؤثر القرار السياسي في الواقع الرياضي، وهو الاحتمال الأقرب، خصوصاً أن هذا هو مطلب عموم الرأي العام الرياضي في العالم. على رغم أن الخاسر هو منتخب إسبانيا الذي سيجد نفسه محروماً من الكاتالونيين الذين سيلعبون، في حال الانفصال، تصفيات التأهل لمونديال 2018 إذا قبل بلاتر بالأمر، وهو الذي رفض انضمام منتخب جبل طارق لمنظومة الكرة العالمية.
- أن يلتحق رفاق ميسي بالبطولة الفرنسية، وهو ما تطالب به الأوساط الرياضية الفرنسية لاعتبارات منها أن برشلونة أقرب لمارسيليا منها إلى مدريد، غير أن العائق يبقى عدم التجانس اللغوي، وتواضع البطولة الفرنسية. وهو احتمال محدود. ومع على ميسي ونيمار أن يشرعا في تعلّم لغة فولتير. وعلى رغم ترحيب الأوساط الرياضية في فرنسا بالاحتمال الذي جاء على لسان رئيس بلدية برشلونة، فإن اليمين الفرنسي رفع الفيتو عاليا بقوله: «إذا كان فريق إمارة موناكو استثناء، ففرنسا ليست برج بابل الكرة الأوروبية..».
- أن تقوم دولة كاتالونيا الجديدة بالإسراع في إنشاء دوري خاص بها ينتظم فيه ناديا برشلونة وإسبانيول (الذي سيغير اسمه بالتأكيد)، وهذا احتمال غير واقعي في الأمد القريب أو المتوسط، ويقر بهذا مسؤولو الإقليم. ومع هذا فإن نجوم برشلونة، غوارديولا، لابورتا، بيكي، تشافي هم الذين يشكلون مقدمة المسعى السياسي لاستقلال كاتالونيا، أي أن المسألة مبدئية بالنسبة لهم.
- أن يأخذ نادي برشلونة بالصيغة الباسكية في ريال سوسيداد، أي يعتمد على اللاعبين الباسكيين فقط، فيصبح برشلونة مشكلاً من الكاتالانيين دون غيرهم، للدفاع عن ألوان الإقليم في الدوري الإسباني، وعدم جلب اللاعبين الأجانب، ولو كانوا في قيمة ميسي. وهو احتمال قابل للنقاش.
- أن يتم حل نادي برشلونة، وتسريح اللاعبين، وبيعهم في سوق النخاسة، وهذا احتمال سريالي، قد يجر أصحابه للمحكمة الجنائية الدولية. ولكن من يدري؟ فكل شيء قابل للتنفيذ، ففي عالم اليوم يتم تفكيك دول وأمم فكيف لا تفكك فرق كرة القدم.
- الاحتمال السابع والأخير، أن يُقدم أحد أثرياء العالم على شراء النادي بنجومه ميسي وإنييستا ونيمار.. ونقلهم إلى إنكلترا أو ألمانيا أو إيطاليا أو فرنسا أو إحدى دول الخليج، ومن يدري؟ فكل شيء جائز. إنما الأخطر في كل هذا، لو بادر فلورنتو بيريز واشترى نجوم البرشا، لإنتاج خلطة العمر. سيكون حينها الرد القاسي على دعاة الانفصال وفي مقدمهم خوان لابورتا الرئيس السابق لبرشلونة.
كل هذه الاحتمالات فيها شيء من الواقعية، وشيء من السريالية، ولكن الشيء الذي صار يتغير فعلاً في هذا العالم هو الجغرافيا قبل التاريخ.
عزالدين ميهوبي / نقلا عن الحياة
إرسال تعليق Blogger Facebook