0
 دخلت للإقتصاد العالمي تقنيات جديدة  في استخراج أجود الغازات التي من شأنها إيمكانية رفع وتيرة الإنتاج والتقليص من مشكلة البطالة، ولعل أهمها تقنية التكسير الهيدروليكي التي تستخدم من أجل استخراج الغاز الصخري الذي يتولد داخل الصخور ويبقى محبوسا داخل تجويفاتها التي لا تسمح بنفاذه،
وهي تقنية معقدة تتضمن المزاوجة بين الحفر أفقيا تحت الأرض وتكسير تلك الضخور هيدرولكيا بواسطة خليط سائل مكون من كميات كبيرة من مزيج الماء والرمل وبعض المواد الكيميائية السامة،يضخ تحت ضغط عالي جدا لتحرير الغاز من خلال تحطيم الصخور الحابسة للغاز،أو احداث شقوق داخل مساماتها،ويلزم لاستخراج الغاز حفر اللآلاف من اللآبار عموديا وإذا عثر على الغاز في احداها يبدأ الحفر أفقيا في طبقة الصخور لإستخراج الغاز.

وبين مؤيد ومعارض اشتدت النقاشات حول إمكانية تطبيق قانون محدد بشأن الغاز الصخري نظرا لما تحمله هذه التقنية من خطورة كبيرة على البيئة، والكل يتساءل عن مصير البيئة والمجتمع الصحراوي بعد مصادقة مجلس الوزراء على استخراج هذا  الغاز، في ظل غياب وعي بيئي تام للمجتمع بخطورة العملية على مستقبل الأجيال القادمة، خاصة و أن المنطقة التي سيتم استخراج الغاز منها منطقة صحراوية عانت كثيرا من دمار بيئي بسبب التجربة النووية الفرنسية وستعاني مجددا من قنبلة نووية أخرى الخاسر فيها الجزائر والرابح فيها فرنسا التي رفضته بقوة في بلادها وتشجعه في بلاد غيرها.

المعارضون لاستخراج هذا الغاز تحدثوا عن مساوئ تلك التقنية في تلويث المياه الجوفية والباطنية بالمواد الكيميائية المستخدمة خاصة وأنها مواد مسممة تصل إلى 750 مادة سامة وتسبب أخطر أنواع السرطانات وهو سرطان الجلد، هذا ناهيك عن تسرب غاز خطير على البيئة وهو غاز الميثان المتسبب الأول في الإحتباس الحراري.

 ويشير المختصون في هذا الصدد عن خطورة الحفر أفقيا وعموديا على الصفائح الصخرية الكبرى التي يرتكز عليها سطح الأرض وهو ما يؤدّي عند استخراج الغاز الصخري إلى نشاطات بركانية كبيرة وخطيرة تهدد الأجيال القادمة وكل هذا من أجل كميات ضئيلة جدا من الغاز بمقابل دمار بيئي وكارثي والحجة دائما هي تقليص حدة البطالة ورفع مستوى الدخل الفردي في ظل بحبوحة مالية هائلة تنام عليها الجزائر. وفي ظل احتياطي كبير للغاز في الجزائر لم يتم استغلاله بعد .
إلى متى سيبقى حاجز الصمت يعيق حريتنا المكفولة دستوريا، فكيف نقبل بتجربة جديدة وصفتها الولايات المتحدة الأمركية انها فاشلة ومكلفة والأكثر من هذا أنها مدمرة بيئيا.
كنزة هادف

إرسال تعليق Blogger