
في كل مرة يقترب
فيها شهر رمضان المبارك ،إلا و تبدأ معه الكثير من القنوات العربية في التتنافس
بشكل لافت غير مسبوق عن عادتها الطبعية من اجل إستقطاب أنظار المشاهدين،وان كان في
غالبه هذا التسابق المحموم لم يأتي في وقته المطلوب،مادام فيه المسلم بحاجة إلى
العودة إلى الله وكسب الحسنات في هذا الشهر الكريم الذي تتضاعف فيه الحسنات وفيه
من وجوه وأبواب الخير ما لا يقدره إلا من أتاه الله قلباً واعياً، وبصيرة نيّرة،
وفكراً راقياً، ونفساً توّاقة للخير ساعية لكسب الأجر، بيد أن مثل هذه القنوات
أخذت على عاتقها حرمان المسلمين من هذه الروحانية والسمو النفسي والرقيّ الأخلاقي
. بعض القنوات العربية أخذت على عاتقها مهمة إفساد أخلاق المسلمين ونشر
الرذيلة سواء في المعتقد والسلوك وهدر روحانية الصيام، فقد انقلب شهر رمضان من شهر
صيام ورحمة ومغفرة وعتق من النار وتوبة نصوح إلى شهر مسابقات ومسلسلات تجلب الذنوب
وتزيد من السيئات وتبعد المسلم عن ربه وهذا ما يسعى إليه كثير من المسؤولين عن هذه
القنوات. هكذا اتجهت أغلب القنوات العربية في شهر معظم إلى بث مسسلسلات سورية و
مصرية لا تحترم حرمة الشهر وكأن هذا الشهر لا يعنيهم كعرب ومسلمين، هكذا كانت أغلب
المسلسلات الرمضانية تحمل بعض المشاهد لا تليق وطبيعة المجتمعات العربية،التي
تفتقر إلى الحرية الإعلامية، لكن يبدو أن الحرية الإعلامية مباحة فقط في رمضان، ثم
ما تلبث أن تتبخر بعد انتهائه.
ويقع اللوم وكل اللوم في هذا على رؤساء تلك القنوات الذين
يمتنعون عن بث البرامج الدينية التي تربي المجتمع على الأخلاق السامية والرفيعة ويشجعون
على بث طقوس فنانات وممثلات لا تحترم الإسلام والمسلمين. هكذا خرجت وللأسف بعض
القنوات العربية المسلمة عن سياساتها الإنفتاحية وعن ايديولوجياتها التي يجب أن
تخدم العالم العربي، فأين هو الدور التثقيفي الذي يجب أن يؤديه الإعلام العربي عن
الاسلام والمسلمين وتاريخ صناعيه الذي يجب
أن يكثف في هذا الشهر بالذات. فلماذا المساس بالهوية الإسلامية في هذا الشهر
الفضيل.
وحدها بقيت
القنوات الجزائرية محافظة على مضمونها الإعلامي منذ نشأتها رغم كل الأقاويل التي
قيلت ضدها، وضد طاقمها التحريري في ظل وجود منافسة عربية كبيرة عن الأحسن والأجود
في الساحة الإعلامية ووجود كم هائل من القنوات شغلها الشاغل تحقيق الربح ولو على
حساب تقاليد وثقافة المجتمع العربي المسلم. الجزائرية الثالثة والقناة المسماة
باليتيمة وغيرها من القنوات الجزائرية العامة أو الخاصة انتهجت سياسة رمضانية
فريدة من نوعها من خلال ما تبثه من مضامين اعلامية رائعة احترمت فيها جمهورها
المستهدف واحترمت أكثر الشهر الفضيل وقدسيته.
ك. هادف
إرسال تعليق Blogger Facebook