يعتمد الاتحاد الاوروبي خلال صياغته مقترحات فرض عقوبات ضد روسيا على نموذج الضفة الغربية
اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس السلطات الاوكرانية بقيادة البلاد نحو "الهاوية" متمنيا الا يضطر الى استخدام "حقه" في ارسال قوات الى الدولة الجارة وليؤكد على ان الازمة مرتبطة "بضمانات" حقوق الناطقين بالروسية.
وقال في جلسة تلفزيونية سنوية للرد على الاسئلة "آمل بشدة الا اكون مجبرا على اللجوء الى هذا الحق"، مذكرا بان البرلمان الروسي خوله في بداية آذار/مارس لإرسال قوات الى الاراضي الاوكرانية.

وقال ان تسوية الازمة التي تشهدها اوكرانيا مرتبطة "بالضمانات" التي يمكن ان تعطى لاحترام حقوق الناطقين بالروسية في شرق البلاد.
واوضح في لقائه التلفزيوني السنوي للرد على اسئلة الجمهور ان "المسألة لا تتعلق بمعرفة ما سيحدث اولا -- استفتاء حول اللامركزية والنظام الفدرالي بعد الانتخابات (الرئاسية) او قبلها". واضاف ان "المسألة هي ضمان الحقوق والمصالح المشروعة للمواطنين الروس والناطقين بالروسية في جنوب شرق اوكرانيا".
واكد "لا يمكن فرض النظام في البلاد سوى بالحوار وفي إطار اجراءات ديموقراطية" متهما السلطات الاوكرانية بقيادة البلاد نحو "الهاوية".
ووصف الادعاءات بوجود قوات روسية في شرق اوكرانيا بـ "الكلام الفارغ"، مشيرا الى ان هؤلاء الذين يشاركون في الحراك الاحتجاجي "جميعهم مواطنين محليين".
عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا وفق نموذج الضفة الغربية
يعتمد الاتحاد الأوروبي خلال صياغته مقترحات فرض عقوبات اقتصادية وتجارية ضد روسيا بسبب احتلالها شبه جزيرة القرم، على النموذج الإسرائيلي-الفلسطيني بحسب ما ذكر موقع EurActiv "ايرو-أكتف" أمس.
وبحسب ما صرح به ديبلوماسيون أوروبيون إلى الموقع حيث قالوا إن القرم هي "أرض محتلة" قابلة بالمقارنة مع الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

وقال الديبلوماسي للموقع إن :"نفس النوع من القيود التجارية المفروضة حاليا على مناطق الأراضي الفلسطينية المحتلة سوف يتم تطبيقها على روسيا".
وبموجب اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، المنتجات التي يكون مصدرها من الضفة الغربية، القدس الشرقية ومرتفعات هضبة الجولان لا تستفيد من المعاملة الجمركية التفضيلية.
وتهدف هذه التدابير لإيصال رسالة مفادها أن الاتحاد الأوروبي لا يعتبر وضع شبة جزيرة القرم الجديدة بأنه جزء من الفيدرالية الروسية باعتباره "أمرا واقعا".
ويجري حاليا صياغة مقترحات من قبل المفوضية الأوروبية ومن المتوقع أن توضع أمام الدول الأعضاء قريبا، ربما في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.
وفي لقائهم يوم الأربعاء أمس، قال وزراء الاتحاد أنهم يتطلعون لتقييم العواقب القانونية لضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا، والمقترحات ذات الصلة للتنمية الاقتصادية، التجارة والقيود المالية بشأن شبه الجزيرة.
وقد قررت السلطات الروسية فعلا أن شبه جزيرة القرم سوف تمنح تخفيضات ضريبية لمدة ست سنوات على الأقل وبذلك سيتم منح كبار المستثمرين العديد من الحوافز.
اجتماع ديبلوماسي في جنيف اليوم سعيا لتسوية الأزمة الاوكرانية

ويلتقي وزراء خارجية روسيا واوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي اليوم الخميس في جنيف بحثا عن مخرج لخفض حدة الازمة الاوكرانية غداة فشل الجيش الاوكراني في استعادة السيطرة على مناطق شرقية باتت بايدي متمردين موالين لروسيا.
ووصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء الاربعاء الى جنيف حيث يأمل في المساعدة على اقامة "حوار جدي بين روسيا واوكرانيا"، وفق ما افاد مسؤول كبير للصحافيين في الطائرة التي كانت تقله.
واضاف المسؤول ان "الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يريدان الجلوس مع روسيا واوكرانيا والبحث عن سبل تخفيف التوتر على الصعيد الامني".
واوضح ان واشنطن تريد من موسكو ان تتوقف عن دعم وتشجيع الانفصاليين الموالين لها في شرق اوكرانيا الناطق بالروسية وان تسحب قواتها من الحدود مع اوكرانيا.
وحذر بأن الرئيس الاميركي باراك اوباما "كان واضحا جدا بانه اذا لم تغتنم روسيا هذه الفرصة لتخفيف التوتر فان الثمن الذي سيتعين عليها دفعه سيرتفع"، وذلك في وقت اعلن البيت الابيض الاربعاء ان الولايات المتحدة "تعمل على تحضير" عقوبات جديدة على روسيا.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان واشنطن تنتظر من روسيا في الاجتماع بادرة تشير الى استعدادها لخفض حدة التوتر في شرق اوكرانيا المضطرب.
من جهته قال اوباما في مقابلة مع شبكة "سي بي سي نيوز" انه "في كل مرة تتخذ فيها روسيا اجراءات تهدف الى زعزعة استقرار اوكرانيا وانتهاك سيادتها ستكون هناك عواقب" متهما الروس بأنهم "بالحد الادنى، دعموا ميليشيات غير حكومية في جنوب اوكرانيا وشرقها".
واعتبر وزير الخارجية الاوكراني اندري ديشتشيتسا لدى وصوله الى جنف ان "السبيل الدبلوماسي" ما زال ممكنا وانه "الوسيلة الوحيدة لإرساء الاستقرار" في اوكرانيا.

وابدى استعداده للحوار مع روسيا لكنه رفض البحث في نظام فدرالي مثلما تطالب به موسكو والمتمردون.
وقال "يعود لأوكرانيا وللحكومة الاوكرانية وللشعب الاوكراني اتخاذ قرار في هذه المسائل" مطالبا موسكو مجددا بسحب قواتها من الحدود الشرقية لاوكرانيا و"الامتناع عن دعم الانشطة الارهابية في الشرق" وتقديم ضمانات بشأن القرم التي ضمتها موسكو في اذار/مارس.
ومن المتوقع ان تكون محاولة التحاور هذه في صيغة غير مسبوقة بالغة الصعوبة ولم يمنح المشاركون فيها أنفسهم سوى مهلة قصيرة.
وبعد عقد عدة اجتماعات ثنائية صباح الخميس من المقرر ان يلتقي سيرغي لافروف عن روسيا وكاثرين اشتون عن الاتحاد الاوروبي وكيري وديشتشيتسا قرابة الساعة 10.00 (8.00 تغ) على ان يستكملوا اجتماعهم حول مائدة غداء ويتوجهوا الى الصحافة قرابة الساعة 15,00 (13.00 تغ) قبل مغادرة جنيف.
وقبل بضع ساعات من اجتماع جنيف تبادل الغربيون والروس في مجلس الامن الدولي في نيويورك الاتهامات حول تقرير للأمم المتحدة بشأن حقوق الانسان في اوكرانيا.
ففي حين اعتبرته موسكو منحازا، طالبت واشنطن ولندن وباريس الحكومة الروسية بوقف تدخلها بالشؤون الاوكرانية.
وحذر السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين من "خطر اندلاع حرب اهلية حقيقية" في اوكرانيا، مؤكدا ان سلطات كييف "يجب عليها ان تبدأ حوارا" مع الانفصاليين الناطقين بالروسية
بمساهمة (فرانس برس)
إرسال تعليق Blogger Facebook