0
مقابلة مع السيدة سعدية مصباح رئيسة جمعية" منامتي " التونسية
"القضاء على التمييز العنصري ضد البشرة السوداء في تونس"
عرفت تونس ما بعد 14 جانفي2011انفتاحا سياسيا ثقافيا و كذا اجتماعيا   كالذي عرفته الجزائر ما بعد أكتوبر 1988 فقد تأسست أحزاب و كذا جمعيات تنشط كل منها حسب برنامجها و أهدافها و قد أبرزت لنا إيديولوجيات و قضايا لم تكن معروفة أبزها ظاهرة التمييز العنصري
و التي لفتت انتباهنا  فهل هذه الظاهرة موجودة فعلا  في تونس؟ للاجابة  اقتربنا من السيدة سعدية مصباح رئيسة جمعية" منامتي " التي تنشط من اجل الحد من ظاهرة  الميز  العنصري  و الاضطهاد الذي يعانيه التونسيون ذوي البشرة السوداء كان لنا معها لقاء لتسليط الضوء على نشاط جمعيتها و أهدافها و معرفة حيثيات إشكالية الموضوع  في تونس  و لدى التونسيين
عن سؤال كيف جاءت المبادرة و الفكرة  لإنشاء هذه الجمعية أجابت
كان ذلك على فايس بوك في صفحة أنشأتها السيدة  ميا عبد الحميد و الذي كان جوهرها التمييز العنصري في تونس و مدى خطورته و قد كنت مشاركة فيها فمع مرور الوقت زاد التزايد على الصفحة خاصة المثقفين من علم الاجتماع و النفس و كذا الأنثروبولوجية و كذا المجتمع المدني الذي مدنا بدلائل تبين تفاقم الظاهرة  فجاءتنا فكرة الخروج من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي و هذا بعد الاستنتاج ان الظاهرة موجودة في الواقع وجب محاربتها و التصدي لها
كيف كان ذلك؟
تأسست الجمعية المسماة "آدم" لكن مع مرور الوقت لم تكن لها الأهداف المرجوة و هذا لانحرافها عن تصوراتنا و مبتغانا  فهي اختارت أن  تناضل من أجل حقوق ذوي البشرة السوداء أي كفئة و شريحة منفردة  بينما نحن كان مبتغانا أن  نعتبر  أنفسنا متكاملين مع الشعب التونسي فنحن تونسيون  و لسنا ما ينادوننا به "وصفان" أو"شوشان" و التي تعني  الخادم أو النادل حتى لا أقول العبيد.نناضل للحد من تفشي و تعميم   هذه التسميات العنصرية
ما الذي حدث بعد ذلك؟
تغيبت عن إجتماعات الجمعية لأسباب أجهلها و أخرى أعلمها  لا داعي لذكرها  فقمت بتأسيس جمعية "منامتي" و هي جمعية أبرز  أهدافها تعزيزا لمساواة والمواطنة العالمية و نشر ثقافة الوحدة ر غم الاختلافات و كذا  الدفاع وتعزيز الهوية الثقافية للأقلية السوداء و الذين وجب إعتبارهم تونسيين متساوين مع البقية القضاء على جميع أشكال التمازج الجنسي تطوير التعاون والتنسيق مع المؤسسات و كذا المنضمات الجهوية الوطنية و العالمية المختصة و باختصار  أقول "منامتي" تحمل رسالة الوحدة في تونس التعددية و الغنية باختلافاتها
هل لك إعطاءنا أمثلة عن هذه الظاهرة و تفاقمها
طبعا ذوي البشرة السوداء عندما يكون عامل بسيط  "حار زا"أو "نادل في مقهى" فهذا أمر مقبول أما أن يبلغ مراكز مهمة في الدولة فهذا مرفوض لن تجده قاض محامي  أو وزير   و قد سبق و أن تقدم البعض لهذه المناصب السامية  و قد رفضوا الإجابة كانت "آشبيك أهبلت" بمعنى هل جننت؟... في المدرسة مثلا  هناك مثال حي وضع أحد التلاميذ من ذوي البشرة السوداء في مؤخرة القسم حتى يتم عزله عن الآخرين مما تسبب له بمرض نفسي  كذلك أحد الأقارب الذي رفض ان يلعب ابنه دورا في المسرح
المدرسي حتى لا يعانق طفلا أسود يكفي انهم كل يوم ينادونهم بكحلوش و وصيف و هم لا يعرفون مدى تاثيرها على نفوسهم  فحتى على مستوى المقابر فهناك و الى يومنا هذا مقابر للسود و اخرى للبيض في جربة مثلا و هو ما لا نقبله لان الظاهرة أصبحت حالة مؤسساتيه
بعض عقود الميلاد ( شهادات الميلاد)  تحمل ألقاب شوشان أي العبد بتسميته  فلا ن عتيق فلان  ـأو شوشان بن أحمد و هي التي في معناها إهانة لحامليها و إجراما في حقه فهم يحملون على كاهلهم مذلة العبودية التي لم يختاروها يوما متجاهلين بذلك تاريخهم و أصولهم و ألقابهم الحقيقية. مثال آخر قد لا يعرفه العامة و هو يخص الطلبة الأفارقة مقارنة بالطلبة البيض  هل تعلم كم يدفع سنويا ؟ 5000 اورو و هو ما تجنيه تونس من عملة صعبة أكثر من السياحة و هذا بدون مبالغة و هل تعلم ان الموريتاني ذي البشرة البيضاء يدفع أقل من الموريتاني ذي البشرة السوداء... لماذا هذا التمييز؟الأمثلة كثيرة  فقد ذكرت أهمها حتى لا أطيل عليك
سيدتي كيف سيتم القضاء على هذه الظاهرة في اعتقادكم؟
بسن قوانيين تجرم و تمنع الألفاظ العنصرية و كذا تجريم الظاهرة و معاقبة مقترفيها  و صياغتها في الدستور الجديد و حملات تحسيسية للحد من خطورة الظاهرة  و كذا مبدأ تكافؤ الفرص مع بقية المجتمع و عدم حصرنا في لون بشرتنا او عزلنا كأقلية و هو ما نناضل من أجله أعرف أننا في بداية الطريق لكنني متفائلة
لكن سيدتي أنتي مضيفة طائرة في الخطوط التونسية
نعم لكنك لا تعلم انه أثناء مسيرتي  العملية سمعت ما لا يحتمل و يطاق  حين أجادل أصبح "لوصيفة قالت" أتركنا منها أو السيدة التي قالت في تونس يوجد شقروات جميلات كيف وظفت هذه الكحيلة  و لن أبالغ  هناك من أصابه الارتباك حين ركوبه الطائرة لكن الحمد لله مع كل هذا نجحت في وضيفتي و مسيرتي الطويلة شغلي الشاغل هو الشباب الصاعد و ما يعانيه من تهميش و احتقار و تمييز
هل أنتم  متفائلون؟
نعم و إيجابية كذلك رغم صعوبة الوضع إلاأن القافلة سارت سيكون الطريق شائك لكننا سننتصر. الجمعية مفتوحة للجميع رغم اختلافاتهم للنضال من أجل عدالة، مساواة و كرامة ووطنية، تونس للجميع و مستقبلها بين أيدي شبابها  مهما كان لونه و الذي سيعرف كيف يقود معركتنا و أهدافنا
 أجرى المقابلة قتالة جمال

إرسال تعليق Blogger