يخضع توزيع المقاعد النيابية في البرلمان على الولايات لميزان عدد السكان في الولاية, وبالرجوع إلى هذا الميزان تستفيد تيسمسيلت من تمثيل نيابي يقدر بأربعة مقاعد، حيث أن هذه المقاعد النيابية وزعت في الانتخابات التشريعية الماضية على النحو التالي
:1- التجمع الوطني الديمقراطي: مقعد واحد
.2- التحالف الوطني الجمهوري: مقعد واحد
.3- حزب التجديد الجزائري: مقعد واحد
.4- جبهة التحرير الوطني: مقعد واحد
و قدّر عدد الناخبين المسجلين في ولاية تيسمسيلت في الانتخابات التشريعية الأخيرة في 17 ماي 2007 بـــــ: 145243 ناخبا مسجلا، وقدرت نسبة المشاركة الانتخابية في نفس الاقتراع بـــ: 84.97% بعدد أصوات مغبر عنها يقدر بــــ: 55106 صوتا من إجمالي 64853 ناخب مصوت.
لكن ما هي وظيفة النائب في البرلمان؟
بعد أن يصبح المرشح نائبا في البرلمان تكون أمامه وظيفة مقسمة إلى شطرين، فأما الشطر الأول فيتمثل في وظيفته التشريعية المتمثلة في اقتراح مشاريع القوانين و مناقشة المشاريع التشريعية لمقترحة من السلطة التنفيذية و التصويت على هذه القوانين إضافة إلى أن النواب في البرلمان لهم أن يمارسوا سلطة رقابية على السلطة التنفيذية و أعمالها باعتبار أنهم ممثلون للشعب و سلطتهم الرقابية مستمدة من هذا التمثيل الشعبي، والنائب القوي و المتمكن في هذه الوظيفة الأولى حتما ستكون وظيفته الثانية سهلا وهي الوظيفة المتمثلة في مسؤوليته اتجاه من انتخبوه و كل سكان الولاية الممثل لها في البرلمان، حيث يمارس النائب وظيفة الوساطة بين المواطن والإدارة سواء منها المحلية أو الوطنية و يقوم النائب من خلال هذه الوظيفة الثانية بالسعي لحل مشاكل المواطنين العالقة في أدراج الإدارات والتحدث باسمهم و نيابة عنهم وبذل العناية التامة في تسهيل أمور المواطنين وتيسير حياتهم، وكما أشرت إليه سابقا فإن النائب القوي تشريعيا هو من يستطيع أن يقوم بهذه الوظيفة على أكمل وجه، أما النائب الضعيف تشريعيا و صاحب الثقافة المحدودة فإنه يعمد إلى اتخاذ العاصمة سكنا دائما طيلة أربعة سنوات ونصف، فهو يعود في نصف السنة الأخيرة من العهدة البرلمانية المتمثلة في خمس سنوات لتبييض ما اسود من صفحاته لدى المواطنين من أجل الظفر بعهدة جديدة، فتجده يدخل إلى المقهى ويقول: "قهاويكم خالصين"، أو يدخل إلى أجد المطاعم ويردد نفس العبارة: "فطوركم خالص"، وتجده يحسن الاستماع للمواطنين ويبذل جهده من أجل أن يحصل أحد الشباب في هذه القرية أو تلك عل وظيفة من أجل أن يضمن حليفا له يسانده في حملته الانتخابية القادمة، و هذا ما يفعله نوابنا بسبب ضعفهم التشريعي ومحدودية مستواهم التعليمي والثقافي، بل وفيهم من وصل إلى البرلمان بضربة حظ لا أكثر ولا أقل و من المهام التي يقوم بها النائب البرلماني هي فتح مكتب مداومة يستقبل فيه المواطنين ليعرضوا عليهم مشاكلهم وانشغالاتهم بل وحتى أمالهم المستقبلية، فما أعرفه عن نوابنا أنهم يسكنون في العاصمة مباشرة بعد نجاحهم و لا يعودون إلينا إلا في المناسبات أو في الأشهر القليلة السابقة للانتخابات التشريعية من أجل خداع المواطنين للحصول على عهدة جديدة، وهذا هو الأمر الذي يقومون به هذه الأيام، فنحن نراهم في هذه الأيام كثيري
التردد على البلديات و هم يتنقلون بسياراتهم الفخمة و يلقون السلام ذات
اليمين و ذات الشمال و أملهم باسط ذراعيه للحصول على عهدة برلمانية
جديدة، فالقهاوي خالصين و الفطور كذلك و كل هذا بفضل من نوابنا أما
تيسمسيلت فما زالت تعاني و ستبقى كذلك مادمنا لا نحسن اختيار من يمثلنا.
في الانتخابات التشريعية الماضية حضرت أكثر من تجمع للمرشحين في تلك الفترة فلم أجد واحدا منهم لديه برنامج انتخابي يسعى لشرحه في حملته الانتخابية، بل كلهم يستغلون نسبة الأمية المتفشية للضحك على الذقون و يستغلون حاجة المواطنين المادية فيشترون منهم أصواتهم مقابل الهواتف النقالة و أكياس الطحين و الملابس و غيرها هكذا هم نوابنا و هكذا هي الانتخابات التشريعية، أنا لا ألوم نوابنا في البرلمان و لكن ألوم نفسي و ألومك أنت وأنتِ و هو و هي و هم، ألوم كل الذين ساهموا في وصول هؤلاء إلى البرلمان ليساهموا بضعفهم في تردي أوضاعنا و معها أوضاع المواطنين، فنحن من صوتنا على فلان وعلان وعمر و زيد و نحن اليوم نجني ثمار ما زرعناه في موسم 2007 ، الفترة التشريعية تشارف على النهاية و أمامنا فرصة جديدة نحسن فيها اختيار البذور التي نزرعها في موسم 2012 .
بلي عبد الرحمن برج بونعامة/ تيسمسيلت
إرسال تعليق Blogger Facebook