

وإن
عدنا إلى قائمة أولي الترتيبات المتصارعة علي قمة الزعامة في المنطقة،لوجدنا صدي
حسابات دولة قطر في المقدمة من ناحية فاعلية إدارتها لمفاعلات أحداث ثورات
الربيع العربي خاصة في ليبيا وسوريا،أين كانت هي الرقم واحد في المعادلة
الداخلية لهاتين الدولتين بدءا من المبادرات التي انشاتها هذه الاخيرة
كحلول مبدئية لاخراجهما من الأزمة،لكن إشتداد حبها لفترات إنتقال الزعامة
إليها و الإستمساك بها حال دون ذلك في نهاية فصائل الربيع العربي عندما
ضعفت في مقطع الثورة المصرية وخرجت من الباب الضيق مفرغة اليدين حينما
أخطات تقديرها بشان وقوفها مع الإخوان ومطالبتا برفع الإنقلاب علي الرئيس
السابق "مرسي"،ما أدي فقدانها مكانتها الرئيسية في المنطقة،ليحين دور دولة
جديدة محلها،الا وهي" المملكة العربية السعودية" التي أحسنت إستغلال الوضع
بدعما اللامتناهي للواء "عبد الفتاح السيسي" واصرارها علي طرح الإخوان
بعيدا عن السياسة،الأمر الذي خدمها وجعلها تكسب المزيد من حلفاء الدول
المجاورة لها،كالإمارات وغيرها،وإن كان قد غلب تركيزها الأخير فقط علي دعم
"السيسي" في كل قراراته سيفقدها هيبتها الدولية،لان هذا الأخيرإشتدت
عنوانية ثقته بمن حواليه،ويريد من الأن فصاعدا تبادل الأدوار كطرف ثالث من
معادلة الزعامة الإنتقالية المرهونة في الشرق الأوسط، التي يريد بها،بدء
إنطلاقته من نطاق إيجاد و البحث عن مباردة جديدة مزعومة تجاه
الخلاف الشائك بين حماس و إسرائيل،كإشارة واضحة منه إلي رغبته الشديدة
بسحب البساط ورفع طلائع الإهتمام من حوله،علي أنه هو بمثابة "المهدي
المنتظر" الذي سيوقف شفرة عدوان إسرائيل علي قطاع غزة،ما يؤول فرضية حب نقل
الزعامة إليه وخطفها من دولة السعودية، بما يقابل كذلك نسيان المشاكل التي تتخبط
فيها مصر،لكن هذا لن يدوم طويلا مع كبار الصهاينة الأوغاد المعروفين بغدرهم
ونكرانهم الجميل حتي وان كان من حلفائهم،وهو ما رايناه عمليا من حيث
قيامها في مراحل علي صوب الجوسسة الملعونة في دول سبق ذكرها من منطلق حبها
أيضا لان تكون الرقم واحد في المنطقة علي حساب أمن دول الشرق الأوسط.
فإذن
هي روتشات عديدة حاول منها الكثيرون رفع صوتههم لنقل زعامة منطقة الشرق
الأوسط إليهم برهانات أغلبها سقطت في بحر من مغبة التعاون والاجماع علي
مصلحة البنيان الإستراتيجي لحوار المنطقة البعيد عن ممتلكات سياسية الخيانة
التي لا يحصد منها سوي الخيبة وفقدان أمل البقاء في رتابة الزعامة
المهيمنة علي المنطقة.
هذا
وتبقي قوافل إنتقال عدوي الزعامة في الشرق الأوسط فريدة من نوعها علي مستوي
بعيد من النزاهية السيوإستراتجية المنوطة بسباقها الغريب علي دوس حائط امن
دول ببعضها البعض،لكن في بعض الأحيان قد لا تأتي رياح السياسة بما لا
يشتهيه مسيسوها في صنع حلم الزعامة المنشودة في الشرق الأوسط.
والتي جعلتنا نقبع في ذيل ترتيب الدول ،بل جعلتنا وهو الأخطر أضحوكة العالم ومطمع حتي الدول الخاملة و الشعوب الضعيفة،وما ذلك إلا لتشر ذمنا وانشغالنا بالتافه من الأمور علي حساب القضايا الكبري
بقلم رئيس التحرير
حداد بلال
إرسال تعليق Blogger Facebook