عندما علمت زوجة الفنان الراحل حافظ حداد و التي
قابلتها في مكان ما بتونس أنني جزائري
بدأت تحدثني عن زوجها وعن مشاركاته و تمثيله لتونس لأكثر من مرة في المهرجانات
الثقافية التي كانت تقام في الجزائر أبرزها المهرجان الدولي لفن القناوي و هي التسمية التي تقابل
السطمبالي في تونس و هو الطابع الغنائي الذي كان يؤديه حافظ الحديث مع المرأة و مأساتها و تألمها اثر وفاته و التهميش الذي
قابله يومها و لا جريدة تحدثت عنه و حتى وسائل
الإعلام السمعية أو بصرية كانت رغم أن يوم وفاته كان نفس اليوم و التاريخ
لوفاة الفنان المسرحي سفيان الشعري وكذا جنازتهما في نفس اليوم زاد فضولي لمعرفة الرجل فبدأت استمع إلى أغانيه
و الطبوع التي كان يؤديها لمعرفة الأكثر فإليكم
الفنان حافظ حداد ضحية الميز الثقافي في تونس
الاسم حداد .اللقب حافظ .المهنة عازف قمبري و أحد صروح الفن الشعبي بتونس
الشهادة الوحيدة التي تحصلنا عليها كانت من النقابة
التونسية للمهن الموسيقية و التي تعترف و
تعتبر الفنان حافظ حداد من أفضل الموسيقيين التونسيين و أكثرهم الماما و تمكنا على
الإطلاق من موسيقى السطمبالي ذو مهارة
عالية في العزف على آلة القمبري و آلات
الإيقاع المصاحبة لها
كان يلقب بلقب "ينا" أي المعلم فهو
الذي كان قبلة لكل الراغبين في تعلم هذا النوع من الموسيقى و منهم من هم حاصلين
على شهادات عليا في فن الموسيقى بالمعنى الأكاديمي للكلمة زيادة على ذلك مصاحبته
لفنانين أجانب احيوا عروضا و ورشات عمل كورشة الجاز التي تمت بالتعاون مع المعهد
العالي للموسيقى و المركز الثقافي الفرنسي و كذا بعض الأشرطة التي تعني السطمبالي
من خلال تقديمه المعلومات الدقيقة الخاصة بهذا الفن و مساهمته في إعدادها و تتمثل في بعض الأشرطة الوثائقية التي وقع
تصويرها في تونس و كذا حضوره كممثل فيها
القيمة الفنية لحافظ حداد
يعترف الجامعي و الباحث زهير قوجة و هو
المختص في علم موسيقى الشعوب انه لم يبقى في تونس سوى أربعة شيوخ و هم حسب تقدمهم
في السن حمادي البيدالي , الحبيب الجويني, صالح ورقلي و حافظ حداد ر حمه الله و الذي كان يعتبر من أحسن عازفي آلة
القمبري و الة الشقاشق و أحسن صوت مؤد لنوبة السطمبالي. فعلى الصعيد
الموسيقي يقول الباحث أنه تعلم العزف على ألة القمبري و القميرة التونسية على يدي حافظ حداد و لم يتوقف على ذلك
بل تعلم الجوانب التقنية البحتة و التي شملت أيضا جوانب أخرى أكثر عمقا لتعني
الجوانب الإيقاعية المقامية و
علاقتها بوظيفتها العلاجية إضافة إلى التعبير الصوتي في مختلف الروايات و
المدارس الخاصة بهذه الطريقة
الباحث يذكرنا بالمشروع الموسيقي الذي جمع
سنة 2004 نمطين شعبيين حضريين قد يبدوان للوهلة الأولى شديدي التباين و هما في
الأصل جد متقاربين خاصة على المستوى النظامي الا و هما السطمبالي و المزود و الذي حمل اسم
"طمبلة" و الذي جمع بين قطبين مشهود لهما فنيا هما المرحوم حافظ حداد و
المطرب الشعبي المعروف الهادي دنيا و قد
ضم كما هائلا من العازفين من كلتا المدرستين
للتذكير أن فن و موسيقى السطمبالي التي كان
يؤديها الفنان حافظ حداد هي إحدى الطبوع الموسيقية و الطرق الصوفية الشعبية المميزة و المنفردة
بالملاحم الصحراوية الإفريقية و التي لم تسلم هي الأخرى من التهميش الذي طال معظم
التقاليد الفنية الثقافية التونسية و
كنتاج حتمي لهذه السياسة التي قلصت من عدد
المعالم الفنية هي كلها أسباب جعلت الرجل يفارقنا ذات يوم من شهر رمضان 2011 اثر حادث دهسه بالسيارة في شارع 20 مارس بتونس
دون إعلان أو حتى إشارة لذلك فهل من لفتة للرجل يا أهل الثقافة ؟ "فذكر إنما الذكرى
تنفع المؤمنون"
قتالة جمال
إرسال تعليق Blogger Facebook