0

المغرب يقرع طبول الحرب مع الجزائر

فند مصدر عسكري جزائري رفيع المستوى لـ"الديبلوماسي"،أمس، جميع الادعاءات المغربية التي تتحدثت عن تعزيزات عسكرية جزائرية على مقربة من الشريط الحدودي مع المغرب،و اعتبر ذلك "أراجيف مغربية معهودة" و أن كل ما تناقلته وكالات الأنباء العالمية و وسائل الإعلام المغربية هو "محض افتراء و لا أساس له من الصحة" مشيرًا إلى أن الجزائر من حقها تشديد الرقابة على حدودها الغربية و حراستها في ظل تنامي ظاهرة التهريب،و استغرب ذات المتحدث التحامل المغربي الرسمي و الإعلامي على الجزائر،كما حذر المغرب من مغبة التمادي في استفزازاته للجزائر و أن هذه الأخيرة لن تبقى مكتوفة الأيدي و ردها سيكون فعليًا و حاسمًا".و لكنه في المقابل رفض تكرار ما حدث سنة 1963 في إشارة إلى حرب الرمال التي جرت بين الجزائر و المغرب. وهو صراع مسلح نشب بين المغرب والجزائر في أكتوبر من عام 1963. بعد عام تقريبًا من استقلال الجزائر وعدة شهور من المناوشات الحدودية، الحرب المفتوحة اندلعت في ضواحي منطقة تندوف وحاسي بيضة، ثم انتشرت إلى فكيك المغربية. توقفت المعارك في 5 نوفمبر، قامت الوحدة الإفريقية بإرساء اتفاقية لوقف نهائي لإطلاق النار في 20 فيفري1964.
وأوضح المصدر العسكري أن"الجزائر لا تعتبر المغرب الشقيق عدوًا لها على الأقل في الوقت الراهن، لكن في حال تعرضها إلى أي اعتداء عسكري يمس وحدتها الترابية فإنها لن تتوانى في الرد بقوة وعنف دفاعًا عن أراضيها وستدحر القوات العسكرية الجزائرية أي عدوانًا كان"، ولفت محدثنا إلى أن "الجزائر لن تبادر إلى شن عدوان أو هجوم عسكري على أي دولة كانت لكنها مستعدة كل الاستعداد لرد أي هجوم عسكري محتمل".

هذا وقد تم إعلان حالة استنفار غير مسبوقة لعناصر الدرك الملكي والجيش المغربيين على مستوى الحدود المغربية الجزائرية، بعد أن جرى تمشيط المنطقة عبر مروحيات عسكرية، وحل مسؤولون عسكريون مغربيون بالمناطق الحدودية بعد أن علموا بتعزيز المراكز المتقدمة الجزائرية ومراكز الملاحظة، على مقربة من الشريط الحدودي، بجنود جزائريين، وتكثيف الدرك الجزائري من تواجده بالحدود على غرار وحدات حرس الحدود.
وحسب تقارير إعلامية مغربية فقد انتقلت عناصر من الدرك الملكي والقوات المسلحة والقوات المساعدة إلى مراكز حدودية مغربية، إثر تلقيهم تعليمات برفع درجة اليقظة والحذر، بعد استدعاء المغرب سفيره بالجزائر للتشاور.
وأفادت وسائل الإعلام المغربية أن استنفار الجيش المغربي بالمناطق الحدودية يعود إلى توصله بمعلومات جديدة تفيد إجراء مناورات عسكرية مشتركة بين الجيش الجزائري وجبهة البوليزاريو.
هذا وقد أعلن المغرب، الأربعاء الماضي، استدعاء سفيره في الجزائر "للتشاور" وذلك خصوصًا بسبب تصريحات في خطاب تلي الاثنين الماضي باسم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في قمة بأبوجا بنيجيريا بشأن الصحراء الغربية وصفت بـــ "الاستفزازية والعدائية". وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان أوردته وكالة الأنباء المغربية الرسمية أن هذا القرار "يأتي عقب تواتر الأعمال الاستفزازية والعدائية للجزائر تجاه المملكة، لاسيما في ما يتعلق بالنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية".و أوضح البيان أنه "خلال فترة استدعاء سفير جلالة الملك للتشاور, ستواصل الممثليات الدبلوماسية والقنصلية للمملكة في الجزائر, في العمل تحت سلطة قائم بالأعمال".و رفضت الجزائر لأول مرة اعتمادها مبدأ المعاملة بالمثل المعروف في العرف الديبلوماسي و قررت-في خطوة مفاجأة-عدم سحب سفيرها في الرباط حتى لا تزيد من تأزيم العلاقات مع المغرب أكثر مما هي متأزمة.ويأتي التوتر الجديد بين المغرب والجزائر اللذين أغلقا الحدود البرية بينهما منذ 1994 بالتزامن مع مهمة جديدة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية كريستوفر روس بهدف إيجاد حل لتصفية آخر استعمار في القارة الإفريقية. ومن المقرر ان تجري مشاورات بهذا الشأن الأربعاء المقبل في مجلس الأمن الدولي. ومعلوم أن المغرب يقترح حكمًا ذاتيًا واسعًا للصحراء الغربية تحت سيادته في حين تطالب جبهة البوليزاريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير.
السفير المغربي بالجزائر سيعود غدًا لاستئناف نشاطه الديبلوماسي
من جهة أخرى كشفت مصادر ديبلوماسية عليمة لـــ"الديبلوماسي" أن السفير المغربي في الجزائر عبد الله بلقزيز سيعود غدًا الأحد لاستئناف نشاطه الديبلوماسي في العاصمة الجزائرية، وأضافت ذات المصادر أن السفير المغربي استدعي إلى الرباط قصد التشاور لمدة ثلاثة أيام، قبل أن يستقل الطائرة الأحد المقبل في اتجاه الجزائر. وحسب نفس المصادر فإن عودة السفير المغربي إلى الجزائر المحتملة هي ثمرة وساطات ديبلوماسية عربية ودولية، حيث ساهمت كل من فرنسا وأمريكا والسعودية والإمارات في التقريب بين وجهات نظر الجزائر والمغرب.
عمّـــار قــــردود

إرسال تعليق Blogger