وفى الجلسة الأولى للمؤتمر قدم د نصر عارف ورقته البحثية حول نظرية النخبة ودراسة النظم السياسية العربية ـ الإمكانات والإشكاليات ـ وتناول فيها أهم المحددات والمعطيات المنهجية التى تقدمها نظرية النخبة وهى:
1 ـ تبعية الظاهرة السياسية وعدم استقلالها.
2 ـ التقسيم الأفقى للمجتمع.
3 ـ تركز القوة فى يد أقلية.
4 ـ هناك دائما أقلية تسيطر على قمة الدولة والمجتمع.
5 ـ كيفية تحديد النخبة وتحيلها ثم طرح الباحث إمكانات تطبيق نظرية النخبة فى دراسة النظم السياسية العربية، ثم الإشكاليات التى يثيرها استخدام نظرية النخبة فى دراسة النظم السياسية العربية وهى:
1 ـ إشكالية العلاقة بين الظاهرة والحقيقة.
2 ـ تشابك وتعقد الأسس التى تنهض عليها النخبة.
3 ـ فعالية الوحدات الرأسية فى معظم المجتمعات العربية.
4 ـ دور القائد السياسى فى تأسيس النخبة والحفاظ عليها
5 ـ صعوبة الوصول إلى المعومات المتعلقة بالنخبة.
وفى الجلسة الثانية قدمت أ. ابتسام سهيل بحثها حول النخبة السياسية فى الإمارات العربية المتحدة حيث ركزت على دراسة النخبة ولكن على مستوى أعضاء المجلس الوطنى فقط، وهو الذى يمثل السلطة التشريعية حيث تبين أن عنصر التعليم تزداد أهميته كأحد المعايير الهامة التى يستند إليها فى عملية تجنيد النخبة ليصبحوا أعضاء فى المجلس الوطنى، كما أن هناك عدم تجانس عمرى بين أعضاء المجلس الوطنى ما بين جيل كبير وآخر حديث وتنقسم مصادر تجنيد النخبة فى المجلس الوطنى إلى مصدرين: الأول يتمثل الأول فى القبائل والعشائر والعائلات المتحالفة مع الأسر الحاكمة، والثانى يتمثل فى النخبة الصاعدة من ذوى المؤهلات العلمية والخبرة الوظيفية، وهناك مصدر ثالث وهو التجار.
ثم قدم الباحث سعيد عبد المسيح بحثه حول النخبة السياسية فى الكويت وركز فيها على دراسة النخبة السياسية الرسمية، وهى مجلس الوزراء وذلك فى الفترة من 1991 حتى الآن حيث توالت ثلاث تشكيلات وزارية، فأشار إلى أن عائلة الصباح لازالت تشكل مكانة محورية وهامة فى النخبة الوزارية ولاسيما احتكار المناصب الوزارية السيادية.
وحول النخبة السياسية فى تونس أشار الباحث خالد فياض إلى أن الحزب الحاكم (التجمع الدستورى الوطنى) يسيطر بشكل كامل على العملية السياسية دون أن يسمح بوجود منافسة حقيقية بينه وبين الأحزاب ويسيطر الحزب على المجلس الوطنى وتنصب الورقة البحثية على الأفراد الموجودين فى قمة جهاز الدولة من وزراء وحكام ولايات ورؤساء القوائم الانتخابية للحزب الحاكم بالإضافة إلى رئيس الجمهورية وأشار الباحث إلى أن الرئيس التونسى ركز على تعيين أكبر عدد من أعضاء النخب من ولاية (سوسة) وتجمع فى يد الرئيس معظم السلطات وأشار الباحث إلى أن خطوة تعديل الدستور بالاقتصار على فترتين فقط للرئاسة تشكل نقطة إيجابية فى صالح الرئيس التونسى إذا تمت ثم قدم الباحث عمار على حسن بحثه حول النخبة السياسية فى لبنان فأشار إلى أنها نخبة غير أرستقراطية، تنتمى غالبيتها للمستقلين، وليست للأحزاب، وهى مجموعة من محتكرى السلطة وزعماء التكتلات الكبار المسنين، وهى نخبة ولدت من رحم الطائفية وهى نخبة برلمانية بالدرجة الأولى أى أن البرلمان هو أساس تجنيد النخبة كما أنها نخبة مركبة مهنيا وفى الجلسة الرابعة للمؤتمر قدم الباحث علاء السيد ورقته البحثية حول النخبة السياسية فى سوريا حيث تناول الخصائص التكوينية للنخبة السورية الحاكمة وهى ثلاث خصائص.
1 ـ محورية دور القائد ـ حافظ الأسد ـ حيث يسيطر على كافة القضايا الداخلية، ولا يستطيع أى فرد أن يعارضه فى أى قرار بشأن السياسة الخارجية.
2 ـ مركزية دور المعسكر: فالعشرة الأقوياء الذين يشكلونه أقرب الدوائر إلى الرئيس الأسد كلهم من العسكريين، ولهم نفوذ كبير فى سوريا.
3 ـ هيمنة منطق الطائفة.
ثم قدم أ. محمد سالمان بحثه حول النخبة السياسية فى المغرب ويشير الباحث إلى أن الفرد فى النظام المغربى لا ينتمى إلى النخبة بسبب موقعه الذى يشغله، بل بسبب انتمائه إلى جماعة معينة بل وغالبا ما يكون هذا الانتماء هو الذى سهل له الوصول إلى المنصب الذى يشغله وأن هناك ثلاثة أسس للشرعية يستند إليها النظام السياسى المغربى وهى الشرعية الدينية حيث يستمد منها الملك لقب أمير المؤمنين 2 ـ الشرعية العرفية ويقوم فيه الملك بدور الحكم بين القبائل وكافة القرى السياسية 3 ـ الدستور ويقبل معظم أعضاء النخبة السياسية بهذا لعدم وجود أى بديل سياسى أخر يمكن أن تتقدم به المعارضة وفى الجلسة الختامية قدمت أ. بلقيس ابوأصبع بحثها حول النخبة السياسية فى اليمن وهى دراسة حالة للنخبة الوزارية، فأشارت إلى أن مجلس الوزراء فى اليمن مؤسس على خلفيات طائفية ومهنية وجغرافية فهناك تقاسم بين الطائفتين الشافعية والزيدية بالنسبة لتولى المناصب الوزارية وتزداد نسبة الوزراء الذين ينتمون إلى المحافظات الحضرية وتتسم النخبة السياسية بالانغلاق حيث ينتقل الوزراء من مناصبهم إلى مناصب أخرى تدور فى إطار النخبة السياسية وعن النخبة السياسية فى العراق أشار الباحث وائل جمال إلى أن النظام السياسى بالعراق يقوم على ثلاثة مرتكزات 1 ـ شرعية القوة (الاستبدادية) وسياسة الانقسامات ثم الأيديولوجية البعثية التى تقوم بدور وضع إطار لمنظومة الإكراه والدسائس والقمع وفى الجلسة للسادسة قدم أ. محمد بشير صفار بحثه حول النخبة السياسية فى الجزائر، فأشار إلى أن النخبة الجزائرية يمكن تقسيمها إلى 1 ـ النخبة العسكرية 2 ـ النخبة المدنية وتشمل الرئيس ورئيس الوزراء وبقية الوزراء 3 ـ نخبة جبهة التحرير والجبهة الإسلامية للإنقاذ وجبهة القوى الاشتراكية وأشار إلى أن النخبة العسكرية هى التى تحرك من وراء الستار وتتخذ النخبة المدنية كستار لها ويشير الباحث إلى أن النخبة السياسية تعانى من الشيخوخة، مما يؤدى إلى وجود فجوة جيلية ببن النخبة والجماهير وأن معدل دورات النخبة يساوى صفرا حيث لا يوجد انتقال للسلطة من نخبه وأخرى ثم قدم أ. سامح فوزى بحثه حول النخبة السياسية فى جزر القمر فأشار إلى أنها متمثلة فى رئيس الجمهورية، الحكومة، المجلس الوطنى وهو السلطة التشريعية، المرتزقة الفرنسيين وأكد أن النخبة السياسية فى جزر القمر تمثل صورة للعجز السياسى والاقتصادى حيث عجزت على تحقيق أى درجة من درجات الاستقلال السياسى والاقتصادى وتعانى من سوء الأحوال الاقتصادية الداخلية ومن التدخلات الفرنسية فى شئونها وعن النخبة السياسية فى ليبيا قدمت الباحثة نجلاء محمد نجيب ورقتها البحثية وذلك فى بداية الجلسة السابعة، حيث أشارت إلى أن النخبة السياسية فى ليبيا يمكن تخليصها فى فرد واحد وهو العقيد القذافى الذى يسيطر على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، كما يسيطر أيضا على كافة تنظيمات المجتمع المدنى، كما يحرم قيام أحزاب سياسية مما يجعل إمكانية بروز نخب بديلة من مؤسسات المجتمع المدنى من ضرب المستحيلات ثم قدم أ. حارس فرج بحثه حول النخبة السياسية فى البحرين، فأشار إلى أن تجنيد النخبة يتم من خلال ثلاث آليات هى
1 ـ الإمارة وتكون بالوراثة،
2 ـ التعيين: ويكون للوزراء وأعضاء مجلس الشورى
3 ـ الانتخاب: وهو لأعضاء المجلس الوطنى والذى تم حله عام 1975 والذى عاد مرة أخرى عام 1992 ولكن باسم مجلس الشورى، وأعضاؤه بالتعيين وليس بالانتخاب وتتسم النخبة السياسية البحرينية بعدة سمات 1 ـ الطابع العائلى 2 ـ الانقسام الطائفى 3 ـ التنوع المهنى 4 ـ ارتفاع نسبة التعليم والثقافة 5 ـ إنها نخبة مغلقة بطيئة الحركة وفى الجلسة الثامنة للمؤتمر قدم أ. عبد السلام نوير ورقته البحثية حول النخبة السياسية فى مصر وركز فيها على نخبة السلطة التنفيذية من حيث الرئاسة والنخبة الوزارية، فأشار إلى أن رئيس الجمهورية له سلطات وصلاحيات واسعة بحكم الدستور والقانون وترتبط نشأة النخبة السياسية المصرية مباشرة بمؤسسة الرئاسة ومن السمات الرئيسية لحكم الرئيس مبارك:
1 ـ التأنى الشديد فى صنع القرار السياسى.
2 ـ اتساع درجة استشارة الخبراء فى المسائل الفنية.
3 ـ توسيع درجة المشورة فى عملية صنع القرار السياسى.
4 ـ حرصه على إتاحة قدر كبير من حرية الحركة والتعبير لقوى المعارضة، ولكن زادت درجة التوتر بينهما مع صدور قانون تنظيم الصحافة رقم 39 لسنة 1995.
ولا ينساق الرئيس لأية ضغوط داخلية ولا يسمح للحكومة بالخضوع للضغوط الداخلية أما ملامح النخبة الوزارية المصرية فهى ارتفاع المعدل المصرى لمعظم الوزراء، وكذلك ضآلة تمثيل المرأة وغلبة التعليم التجارى والاقتصادى بين الوزراء وتناقص نسبة ذوى التعليم العسكرى، وأن الأصول الاجتماعية لهذه النخبة تتمثل فى الطبقات الوسطى وشبه العليا.
ويرى الباحث أن هناك أزمة تجنيد فى النخبة السياسية الرسمية، كما أن معدل دوران النخبة منخفض جدا مما يعطى لها سمة الانغلاق، وهذا يؤدى لوقف أى عمليات للتطوير وتجديد الدماء فى النخبة السياسية ويرى الباحث ضرورة إتاحة الفرصة لمزيد من المشاركة السياسية لكافة القوى حتى لا يفتح الباب لعدم الاستقرار السياسى.
ثم قدم أ. هانى رسلان بحثه حول النخبة السياسية فى السودان فأشار الباحث إلى أن النخبة السياسية فى السودان يمكن القول إجمالا أنها تتكون من جناحين رئيسيين الأول يتكون من زعماء الطوائف وزعماء القبائل والقيادات المحلية وتابعيهم، والثانى يتكون من أبناء الفئات الوسطى أو القوى الحديثة (مدنية أو عسكرية)، والتى تكونت عبر عملية التحديث، وأن هذه النخبة الحديثة كانت هى الأساس لنشأة الأحزاب والتيارات السياسية بعد ذلك وأشار الباحث إلى أن النخبة العسكرية تلعب دورا هاما فى الحياة السياسية السودانية وجاء الانقلاب العسكرى الأخير بتحالف مدنى عسكرى بين الجيش والجبهة القومية الإسلامية، والنخبة.
عمرو الشيشينى
إرسال تعليق Blogger Facebook