
عيسى حياتو، شيخ «الكاف» منذ 27 عاماً، صار يتصرّف بمنطق شيخ القبيلة الذي لا يُناقش في أيّ قرار ولو كان خاطئاً. فالرجل يحقّق للكرة الأفريقية أشياء على الصعيد العالمي، ويُفقدها أشياء أخرى على الصعيد القارّي، فاختيار غينيا الإستوائية جاء بأسلوب غامض، إذ أنه عشية البحث عن بلد بديل للمغرب، الذي طلب تأجيل تنظيم الدورة إلى أن يندحر وباء «إيبولا». وراهن كثيرون على بلدان تمتلك قدرات عالية مثل جنوب أفريقيا وغانا، ولكن عيسى فاجأهم بغينيا الإستوائية المحدودة الإمكانات، واستبشر الأفارقة وجمهور الكرة خيرًا في قرار حكيم «الكاف»، إلا أن أرضية ملعب مونغومو كشفت عورة الإمكانات، فتم التخلي عنها إلى باتا، واعتبرت بذات العيوب، ولم يبق إلا ملعب مالابو لتتكدس فيه المباريات. وكانت الحجة أن استعجال تنظيم الدورة لم يُمكّن القائمين عليها من توفير كل شروط النجاح. وقال الخبراء يمكن أن يحدث هذا، فالشيء نفسه عرفته كأس العالم للأندية بالمغرب حين غمرت المياه ملعب الرباط مما استدعى اللجوء إلى ملعب مراكش.
وإذا كانت هذه مجرد مسائل فنية في عُرف الكرة، فالكارثة كانت في مباراة تونس والبلد المضيف غينيا الإستوائية، حين أجهز حكم المباراة سيشورن راجيندرابارساد الموريسي بقرارات ظالمة ومجحفة في حق رفاق الشيخاوي، الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من التأهل، إلا أن هدفين من ابتكار الحكم حرما «النسور» من التحليق مرّة أخرى. وكان من حقّ التوانسة التعبير عن رفضهم للظلم الذي تعرّضوا له، وبدل أن يعتذر اتحاد عيسى حياتو لاتحاد تونس طلب منه الاعتذار عمّا بدر من اللاعبين من تصرفات وتصريحات، فيما نال الحكم التأييد الكامل من اتحاد بلاده الذي كان في حكم الشاهد الذي لم يشاهد شيئا. وبدأت القبضة الحديديّة بين عيسى حياتو ووديع الجريء، رئيس اتحاد تونس، الذي على رغم وداعته فقد كان جريئاً في الجهر بموقفه واستقالته من لجنة تنظيم كأس أفريقيا، وطالب بإنصاف منتخب بلاده. وهو ما لا ،ولم يقبله الشيخ عيسى الذي مسحت به الصحافة التونسية أرض ملعب مالابو بأبشع ما في لغة الكرة.
وفيما كان الحديث يدور حول صفقة لتمرير منتخب غينيا الإستوائية إلى النهائي، كشفت مباراة البلد المضيف وغانا المستور، إذ إن «النجوم السوداء» أجهزت على منتخب غير جاهز ليكون بين الكبار، وسجلت ثلاثية نظيفة في شباكه، الأمر الذي لم يقبله جمهور مالابو فغزا الملعب معتقداً أن مقولة ليس في كل مرّة تسلم الجرّة لا تنطبق على منتخبهم، ووجد حياتو نفسه محرجاً، لا يعرف ماذا يفعل بعد فعلة الإستوائيين. ولم يجرؤ على أن يطلب منهم الاعتذار وهو المطالب بالاعتذار لكل الأفارقة بعد الذي حدث وصار حديث العالم، فمتى يرتاح الحاج عيسى وينعم بحياتـ(و) بعيداً عن متاعب الجلد الأفريقي المنفوخ؟.
عزالدين ميهوبي
إرسال تعليق Blogger Facebook