لا يمكن أن نتحدث في خصاصيات الشأن الإعلامي
العربي ،دون أن يفوتنا بالذكر، التطرق إلي الكلام عن أهم خصاله ومكوناته الرئيسية
لإحدي مدارسه العربية التي أفنت كغيرها في السابق عن عمرها بالكامل لخدمة مقاييس
المنظومة المعلوماتية النظيفة من أجل تحسين و بناء صورة إعلامية عربية جليلة في
وسط مختلف اكابر مجريات الرموز الصحفاتية
الدولية.
فمن لا يعرفها،إنها تلك المدرسة الفلسطينية
التي يعود أصلها للصحفي الظاهرة "عبد الباري عطوان "،الذي أعطي كفاحه
لمستوي الإعلام العربي طابعا و لونا خاصا مثلي غيره ممن سبقه من الإعلاميين العرب
الذي أحيوا نكهة ثقافة نسق الصحافة الوطنية العربية،وإنطلاقا من أهم مكاسب لؤلؤة
صحيفة " القدس العربي" التي تصدر من لندن بواقع أول صحيفة متعددة الاراء
إلي زهرة عبقها مطلع "الرأي اليوم" ،كان لابد لنا من إستظهار أهم
خواتمها.
فإجتماع التواضع في طبيعة النشر فيهما و ترك
حرية التعبير عبر منبر عربي ،هي سمات جعلت من هذا الأخير أيقونة مظلمة في وجة جميع
المتكالبين علي شعوب الأمة العربية وسفينة لمروج تعليم و تحفيز شبابنا الواعد
الراغب في دخول عالم مهنة المتاعب، الا وهي "السلطة الرابعة"، أي
الصحافة التي وجدوا فيها ملاذا وفيرا لتعبير عن ارائهم من خلال منبر ،كان لـ
"عبد الباري عطوان " فضل كبير فيه عبر إفتتاحه لخط تمثيل الجعبة العربية
مما سبقها من الكلام و التحاليل الشخصية لهؤلاء في منبر صحيفة "القدس
العربي".
فلا يخف عن كثير منا ،عند إشراف "عبد الباري
عطوان " كرئيس تحرير لصحيفة القدس العربي اللندنية التي طالما كان يخيل لبعض
رؤسائنا العرب أن موقعها يحل في مكان فسيح و بهياكل بنيانية واسعة،لكن الأمر بغير
ذلك، فحينما زارها الرئيس المصري السابق "جمال عبد الناصر " فوجئ بتواضع
مكان إقامتها وشبه صحفيها وعمالهم وكانهم بزمن "أهل الكهف"،بشكل لافت
إتضح أن رغم الشيئ القليل و الإيمكانيات البسيطة لهذه المدرسة العريقة ،إلا أنها
أضحت بقناعة فكرتها في إيصال الحقيقة مهما كان مبلغها إلى مواطن عربية وكشف
المستور عنها، لم يقف عنوان مقام النقص المادي عائقا امامها ،والتي فاقت خطواتها
توقعات العالم المنظوماتي للإعلام الدولي،حيث باتت بمثابة شوكة في حلق الكثير من
السلطات الغربية و إستحاقرات بعض الأجهزة الإسخبارتية العربية التي طالبت هي
الاخري بأمر وقفها نهائيا،لكن كل تلك التهديدات لم تهزم مشوارها الكبير في المضي
قدما رغم تباين بعض وجهات نظر أن صحيفة "القدس العربي" في عهد تحرير
"عبد الباري عطوان " لسيت كالتي عليه الأن بعد إسقالته وتسلم جهات أخري
وكالة الإشراف علي عمل تحريرها.
وإن كثر الجدل مؤخرا عن سبب إستقالة
"عبد الباري عطوان " من طاقم إدارتها التي يرجعها البعض إلي مخاطر أمنية
تهدده وتضرب مستقر عائلته ،لكن سرعان ما توقفت هذه الأقاويل بمجرد رفعه إلي قمة
إعلامية جديدة تجري بشكل مغاير نحوي وجهة الصحافة الإلكترونية بدل تلك الصحافة
الورقية،وبالتحديد تحت مسمي "الرأي اليوم" علي طريقة فتح باب مقاليد
المنهجية الفكرية المتنوعة التي يأطرها الجيل الذهبي للشباب الواعد الذي تدعمه في
مسيرته خبرة اهم عمادة الصحافة العربية.
فضلا
عن كل ما سبق ،يمكن القول أن مدرسة
"عبد الباري عطوان " نجحت إلي حد بعيد في إنتهاج مكيال الموضوعية
التي تخص نقل أهم التقارير والحقائق والتحاليل الإعلامية للقارئ اليومي للأخبار،فهي
من خير ما أنجبت المنظمة الوطنية للإعلام العربي بدليل فساحة المكانة و التهافة من
جانب مختلفة الأروقة الصحفية العربية لجلب السيد " عطوان" عندها لإستضافته
في برامجها قصد الإستعانة بخبرته الطويلة في التحليل وشفافية موضوعيته عند دراسته
وطرحه لمختلف الإشكالات السياسية الراهنة في الوقت الحالي.
بقلم رئيس التحرير
حداد بلال
إرسال تعليق Blogger Facebook