0
أبانت مختلف التقارير الدولية المطلعة علي حيثيات الوضع الحالي لحمي الرغبة في إنتقال موجة الربيع العربي من دولة إلي أخري بشكل لا متناهي،تقاربت فيها هذه المرة عقاربها  خبر تباين وجود أطراف من منظموية تنظيم "داعش" بالجزائر،
في الوقت المتزامن الذي أطلقت فيه أغلبية العواصم الغربية تحذيرات مرسومة جائت كتلة واحدة لتبعد رعياها عن السفر تجاه الجزائر بحجة إيمكانية محاولة إستهدافها من قبل مجموعات إرهابية،وعلي سياق نفس التحذيرات التي كانت قد إتجهت بها أمريكا منذ حوالي سنتين من الأن، حينما أقدمت علي إستغلال الظروف اللأمنية في المنطقة،لتخرج بإعلان قرار متسرع ينص علي تفتيش ومراقبة الرعايا الجزائرين القادمين إليها، كشكل متدني ،توحي منه بأن الجزائر تغزوها جماعات إرهابية تهدد العالم،لكن سرعان ما ذهب ذلك مهب الربح بفضل حنكة وخبرة الدبلوماسية الجزائرية بإتباعها سياسية " المعاملة بالمثل" حال دون ذلك بالتصدي لها،حيث أمرت هي الأخري بنفس قرار أمريكا،إذ لجأت إلي فرض رقابة شديدة علي سفراء والرعايا الأمريكين،وهو ما أدي بالمثل إلي إعادة النظر في قرارها بإلغائه حفاظا علي مصالحها،ولانكاد نجد الأمريختلف عن سابقته من غيرها اليوم عند مسارعتها في القيام المزعوم بانشاء تحذيرات جديدة لرعايها الراغبين في السفر إلي الجزائر،ما يؤكد لنا أن هناك عملية تسلسلية غرضها إستهداف البلاد خارجيا و إضعاف موقفها دوليا بمقومات خطيرة أمريكية تحاول زعزعتها بمطالب إسرائلية،كونها من بين أهم المناصرين لاهالي غزة في نسق يتجلي بروح التغابن علي ضرب امن الجزائر.
إذ يعد إعلان التحذيرات الغربية مباشرة مع مناسبة توافد أعضاء من تنظيم "داعش" بالجزائر،إنما هو بمثابة تأكيد علي وجود علاقة وطيدة بين هذين الخبرين،فبرغم من أن أغلبية الملتحقين بهذه التنظيمة الارهابية من جانب" شمال إفريقيا "هم في الأصل من ليبيا و تونس وما حكي عن مايسمي "بالجهاد في سوريا "مقارنة بقلة عدد الاعضاء الجزائريين الملتحقين بتنظيم "داعش" ،فلا نجد من ذلك،لأي تحذيرات غربية منوطة بمنع سفر رعاياها تجاه تلك الدول،كما أن خبر توافد هؤلاء من "داعش"نحوي تونس وليبيا وباقي الدول لم يقم علي نفس الدعاية التي وجدت بها في الجزائر.
والشيئ الغريب من ذلك،أن التحذيرات الغربية خاصة من بينها أمريكا أتت بعد زيارة وزير الحكومة الجزائري "عبد المالك سلال" لأمريكا بشكل لافت،وكأن العملية مدبرة،فتعكس بذلك النية الحقيقية للولايات المتحدة الأمريكية من ضرب أمن البلاد بمكيدة تحاول منها زعم وضع حد لتنظيم "داعش" التي أنشاتها هي بنفسها حسب الإعتراف الاخير للوزيرة السابقة "هيلاري كلنتون" في إحدي كتابتها عبر عبارات تبين محاولة جديدة لفرض التدخل العسكري الأمريكي في المنطقة، مثلما تفعل الان في العراق بإسم القضاء علي جحيم "داعش"،تريده الأن بنفس الوتير بصب زيتها علي أمن الجزائر التي لم يستطع الربيع العربي الوصول إليها.
أما في صعيد أخر،غير الإستهداف الخارجي،قد نجد نمط تغذية وصول جراح عملية الإستهداف الداخلي الذي سيمهد زلزلة أمن البلاد بتسهيل فتح أبواب توافد تنظيم "داعش" إلي الجزائر وتزايد التحذيرات الدولية من السفر إليها،نتيجة إمتداد ظاهرة كثرة اللاجئين من سوريا والأفارقة الماليين والنجريين،ما يشكل تهديد داخليا لأمن البلاد لاسيما من الجانب الإقتصادي الذي يقتضي إضعاف ميزانية الدولة الجزائرية بتخصيص قيمة معتبر لهؤلاء اللاجئين الذين لا يكتفون بأموال تنفقها عليهم الدولة وإنما يلجأون إلي النصب و الإحتيال بعمليات أخري مناهضة لخرق القواونين المنصوص عليها في الجزائر ما يجعل فسحت تزايد الضغوطات الدولية بحجة حماية حقوق العلاقات الإنسانية لتدخل في مسار مرابطة السياسة الدبلوماسية الجزائرية بفخ التبعية الدائمة التي تفرض عليها تحذيرات متواصلة بشكل لافت من شانها أن تطمس مظهر خبرتها الإفتخارية الدائمة في مكافحة الإرهاب والحماية الحقوقية للاجئين ،لان تكون بعد ذلك كثرتها سببا في احراجها في المحافل الدولية وتضعف كلمتها فيها،ناهيك عنما سابق ،لاننسا إنتشار الخرقات الإجتماعية،إضافة إلي أنها وسيط سهل لتجسس علي أمن الجزائر وضربها بمختلف العمليات الغير شرعية التي ستؤدي في الأخير إلي تواصل مع الجماعة الإرهابية لإمتداد في المنطقة،مثلما يسير عليه الأمر نتيجة وجود إتصالات سرية بين بعض هؤلاء اللاجئين وبين تنظيم "داعش" من أجل التسهيل عليها في عملية الإستحواذ علي جانب الساحل الإفريفي التي يكثر فيه إنتشار السلاح.
إن وجود نموذجي نقل "داعش" إلي الجزائر وتزايد الغفلة اللامتانهية ،وان كانت واجبت الحذر منها،علي تفاقم وضع تزايد نسبة المهاجريين السوريين والافارقة، الذي سيشكلون عن بعد قنبلة موقوتة ،سرعان ما قد تنفجر بطلاسم تحذيرات أمريكية غربية مزعومة تستهدف الأمن الداخلي للبلاد وخارجها.
بقلـم رئيـس التحريـر
حـداد بـلال

إرسال تعليق Blogger