0
تفجيرات، غارات وصواريخ، حرق أُناس وهم على قيد الحياة، بيوت تهدم ويتشرد أهلها، أبناء يتيتمون ونساء تترمل، والعالم العربي يغض النظر، وكأن إسرائيل هي عدوة فلسطين وحدها، يتناسون ما قام به هذا المحتل المغتصب في بلادهم من قبل، فهذا هو اليوم الثالث الذي تقصف فيه فلسطين في ظل صمت عربي صارخ، وهو ما أدانه بعض المثقفين المصريين

في البداية لم يندهش الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد من الصمت العربي جراء ما يحدث في قطاع غزة الآن، قائلًا لـ«البديل»: عادي جدًا، مش أول مرة تقصف فلسطين وتشن إسرائيل عليها الغارات والصواريخ ويقف المصريين صامتون، فمنذ معاهدة السلام التي أبرمها الرئيس الراحل محمد أنور السادت، وأصبح موقفنا مغزي لا نفعل أكثر من محاولات لفتح المعابر “دا إذا فتحوها”، علاوة عن سوء المعاملة لاستقبال مصابي فلسطين بالمستشفيات المصرية.
أضاف «عبد المجيد»: لقد نجحت إسرائيل، في إلهاء العالم العربي بالحروب الطائفية، فأصبحنا نقتل بعضنا البعض، كي نغفل عن العدو الإسرائيلي، ولا أرى أمل في أن يتحرك العرب ويأخذون موقفًا حازمًا تجاه القضية الفلسطينية في المستقبل القريب، والله في عون الشعب الفلسطيني.
فيما قال الشاعر زين العابدين فؤاد: لا بد أن يدك المصريين أن فلسطين، قضية أمن قومي مصري، ولا يمكننا سوى الإعتراف بإن إسرئيل هي عدوة العرب جمعيًا، فالاستعمار الصهيوني في فلسطين هو أطول استعمار في القرن الـ21، لذا لا بد من مواجهته لا الابتعاد عنه، فإذا كنا بالأمس نحتفل بذكرى العاشر من رمضان، وجب علينا أن نُذكر المصريين بما ارتكبته إسرائيل من انتهاكات معادية للإنسانية في حقنا، فعلينا أن نتذكر مذبحة بحر البقر، وحرب 67، وغيرها من الانتهاكات الإسرائيلية.
أضاف «فؤاد» من يرى أن إسرائيل هي عدوة فلسطين وحدها، فهو واهم، لذا فأنا أدين هذا الصمت العربي، مؤكدًا أنه كلما اشتغل الصراع العربي الداخلي، توغلت إسرائيل في فلسطين وأصبحت أكثر توحشًا وهمجية وممارسة لأعمال بربرية، خاتمًا ببيت شعر للمغني الأمريكي «جون كلير هترك»: واصلي الحرب يا فلسطين حتى تتحري.. لا يوجد أحد في العالم حر.
كما ندد الفنان التشكيلي عز الدين نجيب، بالصمت العربي الحالي جراء ما يحدث في فلسطين، قائلًا: لا يوجد موقف عربي مشرف كما كان الوضع أيام القومية العربية، فنحن في عصر الهيمنة الاستعمارية التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية، والمنظمات الدولية الإرهابية، وقد نجحت كلا الهيمنتين في تمزيق الوحدة العربية، وتحويلها إلى مجتمعات إقليمية منغلقة بعيدة عن إتخاذ موقف، وهذا ما نراه بشكل صارخ في جامعة الدول العربية، فأصبحت منقسمة بين دول تعمل لمصلحة أمريكا، وأخرى لا ترى سوى مصلحها وتنغلق على نفسها.
أضاف «نجيب»: هذا الصمت العربي ليس جديد علينا، وقد وصل الآن لأقصى درجة من السلبية واللامباه، فجميع الدول العربية الآن تنزف من داخلها كالعراق وليبيا واليمن، لذا أرى أن الصمت العربي الآن شئ طبييعي اعتادنا عليه.
موقع البديل 

إرسال تعليق Blogger