0
كشف مصدر عسكري رفيع المستوى لـــــــ"الدبلوماسي" أن مئات المقاتلين أو ما يصطلح عليهم"الجهاديين الجزائريين" يستعدون للذهاب إلى ليبيا لمقاتلة قوات اللواء الليبي خليفة حفتر الذي يشن حملة عسكرية ضد الميليشيات الإسلامية بشرق ليبيا وذلك استنادًا إلى تقارير سرية استخباراتية ليبية وجزائرية
ومعلوم أن الرجل القوي حاليًا في ليبيا الجنرال خليفة حفتر قد قام بشن هجوم على الحكومة الليبية والمؤتمر الوطني المنتخب في بنغازي في عملية أطلق عليها إسم"عملية الكرامة"، خلال شهر ماي الماضي.
وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد دعا الليبيين إلى مواجهة ومحاربة قوات اللواء حفتر الذي يريد تطهير ليبيا من الإسلاميين وتمكنت قواته من القضاء على عدد من الإسلاميين الليبيين في معارك ضارية شهر ماي المنقضي. ومما جاء في البيان الذي أصدره تنظيم القاعدة:"ندعو أهلنا من القبائل الليبية الأبية إلى البراءة من الخائن حفتر، ومنع أبنائها من التلطخ بدم إخوانهم الساهرين على أمنهم، الساعين إلى تطبيق شريعة ربههم".
خبير أمني يتوقع اتجاه مئات المقاتلين العرب من سوريا إلى ليبيا لدعم الإسلاميين ضد قوات اللواء حفتر
و بحسب الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية الأستاذ خير الدين بوعلي لــــــ"الدبلوماسي" فإنه و بناءً على هذا البيان الذي أصدره تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يُتوقع اتجاه مئات المقاتلين العرب من سوريا إلى ليبيا لدعم الإسلاميين هناك ضد اللواء حفتر و قواته،كما لا يستبعد محدثنا أن يجند تنظيم القاعدة الإرهابي ناشطيه بالمغرب العربي و خاصة بالجزائر للتوجه للجهاد في ليبيا.و هو ما يعني تحويل هذا البلد الجار للجزائر إلى بؤرة توتر خطيرة على أمن المنطقة برمتها و على الجزائر بوجه خاص،خاصة و أن جميع حدودها البرية من جميع الاتجاهات ملتهبة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية بكل من مالي و ليبيا و تونس،كما تعاني من عصابات و مافيا التهريب على حدودها الغربية مع المغرب.
قائد عسكري ليبي أكد تواجد مقاتلين جزائريين في ليبيا
هذا وكان القائد العام للقوات الخاصة الليبية المعروفة بـ "الصاعقة" لونيس بوخمادة، الذي أعلن انضمام قواته لمعركة "الكرامة" ضد المجموعات الإسلامية المسلحة المتشددة في ليبيا والتي يقودها الجنرال خليفة حفتر المدعوم من الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية. قد أشار إلى وجود مقاتلين أجانب في ليبيا، خاصةً من الجنسيات التونسية والجزائرية والمالية والأفغانية وغيرها. وفي هذا السياق قال: "نعلن من هذه اللحظة أننا مستعدون للقصاص منهم.. نحن لسنا ضد الليبيين. الثوار الحقيقيون هم أولادنا، قاتلنا معهم في الجبهات نفسها". وتابع: "نعرف الثوار الحقيقيين الأصليين الوطنيين الذين لديهم حرص على ليبيا". كما أوضح أن قوات الصاعقة لا تعدّ لقيام حكم معيّن في ليبيا. وشدد على أن قوات الصاعقة "يد واحدة"، وهي تدعم اللواء خليفة حفتر الذي "أعلن عملية تطهير مدينة بنغازي وأطلق عليها اسم معركة الكرامة".
مصدر عسكري: عودة نحو 50 مقاتلاً جزائريًا من سوريا إلى الوطن خلال شهر واحد
وكخطوة استباقية لمنع المقاتلين الجزائريين العائدين من سوريا من أي محاولة للاتجاه صوب ليبيا لمقاتلة قوات اللواء حفتر و دعم إخوانهم الإسلاميين هناك قامت مصالح الأمن الجزائرية بوضع إجراءات رقابية شديدة ومحكمة لرصد تحركات المقاتلين الجزائريين العائدين من سوريا، والذين بدأوا في مغادرة سوريا نحو الجزائر منذ حوالي شهر وفقًا لتقارير أمنية و استخباراتية جزائرية حيث هناك معلومات تشير إلى دخول عدد معتبر من المقاتلين الجزائريين بسوريا إلى أرض الوطن قادمون من بلدان مختلفة كتركيا و مالطا اتقاء للشبهات و قدّر مصدرنا العسكري العدد بنحو 50 مقاتلاً جزائريًا في ظرف أقل من شهر واحد. وتعمل مصالح الأمن الوطني منذ مدة على مراقبة مشددة لتحركات المقاتلين الجزائريين الذين ذهبوا للقتال في سوريا، بعد عودة عدد معتبر منهم مثلما أشار إليه مصدرنا العسكري آنفًا. فيما يرجح عودة الباقين خلال الأيام القادمة، وسط مخاوف من تجنيدهم ضمن التنظيمات الإرهابية الناشطة في منطقة شمال إفريقيا والساحل، لضرب استقرار دول عديدة من بينها الجزائر.
المعارك التي شهدتها سوريا أكسبت المقاتلين الجزائريين قدرات قتالية كبيرة وهم يشكلون مصدر خطر حقيقي
وبحسب الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية الأستاذ خير الدين بوعلي فإن المقاتلين الجزائريين في سوريا أكسبتهم المعارك التي شهدتها سوريا منذ سنة 2011 قدرات كبيرة على حمل السلاح والقتال. إلى جانب تشبعهم بأفكار جد متطرفة من قبل الجماعات الجهادية هناك تبيح القتل والاعتداء وحتى تنفيذ الهجمات الانتحارية، وهم-أي المقاتلين الجزائريين-مستعدون للتوجه إلى دول الجوار التي تشهد انفلاتًا أمنيًا خطيرًا على غرار ليبيا وتونس وحتى مالي، من أجل التموقع إلى جانب الجماعات الإرهابية هناك، تحضيرًا للعمليات الإرهابية التي يسعى لتنفيذها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
وأفاد محدثنا أن هؤلاء المقاتلين الجزائريين في سوريا قد استهوتهم الدعوات الجهادية المنتشرة على شبكة الانترنيت فقرروا الانضمام الى صفوف المعارضة السورية. وشارك أزيد من 600 جزائري في القتال في سوريا، عدد كبير منهم سافروا انطلاقًا من دول أوروبية على رأسها تركيا وفرنسا. فيما أعلنت تقارير إعلامية مقتل ما يقارب 400 جزائري في الحرب في وسوريا أواخر 2013، وحاول بعضهم العودة إلى الجزائر فيما يرجح توجه البعض الآخر إلى ليبيا.
المقاتلين الجزائريين فرّوا من سوريا بسبب صراع الزعامات بين التنظيمات الإرهابية والهزائم المتتالية
وعن الأسباب والدوافع الحقيقية وراء عودة المقاتلين الجزائريين من سوريا رغم عدم حسم المعركة أو الحرب بعد في بلد الشام أوضح محدثنا أن عدد كبير من "المقاتلين" الجزائريين، التونسيين والليبيين، قد لاذوا بالفرار من سوريا باتجاه تركيا بسبب التصادم بين التنظيمات الإرهابية وصراع الزعامات، والهزائم المتتالية التي تتلقاها من طرف الجيش النظامي السوري، والتي دفعت بالمقاتلين الأجانب إلى التسلل باتجاه تركيا خوفًا من التصفية الجسدية والوقوع بين أيدي الجيش السوري. وأشار إلى أن عمليات عودة الجزائريين، الليبيين والتونسيين، تضبطها قيادات إرهابية ليبية معروفة، حيث يتم نقل مقاتلي المغرب العربي إلى معسكرات التدريب في ليبيا استعدادًا لمقاتلة قوات الجنرال خليفة حفتر وتنفيذ عمليات إرهابية في عدد من دول المنطقة على رأسها الجزائر.
وحسب دراسة صادرة عن مركز أمريكي مختص في الدراسات الاستخباراتية عبر تحليل الوثائق والمعلومات، فالمجندون الجزائريون يحتلون مراتب متقدمة نسبيًا، ضمن المجندين الأجانب في سوريا. غير أن أعدادهم الحقيقية، تظل غير معروفة، لأن العديد من المقاتلين الجزائريين، يفضلون التخلص من جوازات سفرهم وتغيير هوياتهم لأسباب أمنية، مما يدفع إلى الافتراض بأن عددهم الحقيقي يتجاوز ذلك التقدير بكثير‪.
من هو اللواء الليبي حفتر؟
أصبح اللواء خليفة حفتر نجم الساحة الليبية، بعد قيادته انقلاباً عسكرياً على المؤتمر الوطني الليبي، واطلاقه حملة "الكرامة الليبية"، التي انطلقت عسكرياً من بنغازي في بداية شهر فيفري المنصرم، ومطالبته المحكمة العليا الليبية بـ"تكليف مجلس أعلى لإدارة الدولة مدنياً"، ودعوته إلى "تسليم السلطة إلى المجلس الأعلى للقضاة في البلاد".
عاود حفتر الظهور الى الساحة الليبية قائداً لأحد أبرز المجموعات، التي تواجه حكومة ما بعد الثورة، وهي تتهمه بأنه "منشق". وقد حارب اللواء خليفة حفتر الى جانب العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. ثم انقلب عليه بعد ذلك على أثر نفيه من ليبيا. ليعود إلى ليبيا بعد اسقاط نظام العقيد القذافي ليقاتل جنباً الى جنب مع صفوف المعارضة الاسلامية المسلحة، التي اطاحت بنظام القذافي سنة 2011، الى أن انقلب عليها أخيراً.
واستخدم اللواء حفتر في بنغازي طائرات حربية وقوات برية لينفذ هجوماً وقائياً ضد قواعد ميليشيات مرتبطة بجماعة "الإخوان المسلمين" وجماعات إسلامية أخرى.وفي ظل ما سماه "عملية كرامة ليبيا" ألقى عليهم بـ"المسؤولية" عن التفجيرات شبه المستمرة، والاغتيالات التي اجتاحت شرقي ليبيا خلال السنوات الأخيرة. وشنت قوات من مدينة الزنتان متحالفة مع حفتر هجوماً عنيفاً على مبنى المؤتمر الوطني "البرلمان" في العاصمة طرابلس
.
عمّــــار قــــردود

إرسال تعليق Blogger