الانفلات
الامني الذي تشهده مجتمعات الربيع العربي الراهن وغيرها من الدول المطالبة
بسرعة وتيرة اجراء تغيرات جذرية في احوال اقتصادياتها تزامننا مع اشتداد
الازمة المالية لدي دول العالم المتقدم في هذه المدة بالذات،حيث انتقل مد
وجزر الوضع اللامني الي الشق الاخر من الضفة الغربية من تركيا ثم ما تلاها
بعد اذن من تدهور الاوضاع في اوكرانيا، طلاسمات هي عدة يدل غربالها علي اننا نمر بربيع اسود مظلم غير الذي كنا نتمناه بربيع مزهر.
فكل البدائل
والحلول لم ياتي منها اي جديد سوي التدخل العسكري المدمر علي شاكلة
العشرية السوداء التي اكلها في الجزائر،حيث هناك محاولة لافغنة الوضع في
الساحل الافريقي بواسطية انتشار الرهيب للاسلحة ووقوعها في يدي الارهاب
ومرتزقة افريقيا من بوابة ليبيا التي اصبحت ملاذا حقيقي لمعني الانفلات
الامني الذي صاحبه تدخل عسكري بقيادة "حفتر" لازالة نظام الاخوان المسلمون
في ليبيا علي نفس طريقة انقلاب السيسي علي اخوان مرسي في مصر،اذ اصبح يقال
بان هناك سيسي اخر في ليبيا، كنوع من الشبه بين
ثورتي مصر وليبيا،لكن سقم الوضع في هذين البلدين بقيادة "حفتر" و" السيسي"
لا يبشر بخيرايضا، ففوضي اعصار الربيع لا زالت قائمة، لاسيما و ان تكهن
حدوث امساك العسكر علي السلطة في الانتخابات القادمة في مصر وليبيا حسب ما
نادي به "حفتر" بضرورة الدعوة الي قيام انتخابات ايضا مستعجلة،صار منهما
امر التحسس الاقتصادي صعب المنال لعدم خبرتهم الاقتصادية من جهة وعدم ولوج
العسكر من قبل في مثل هذه التحسبات، مايبن ان مصر وليبيا برغم من انهما
مشرفان علي قبول رئيس ثالث بعد كل من مبارك و مرسي في مصر والقذافي
والاخوان المسلمون في ليبيا، يتضح من خلالهما امتداد ربيع ثورته لن تنتهي
بسهولة.
اما
حصيلة ما يحدث في تونس برغم من تعاقب سلطة "المرزوقي" علي سلطة "بن علي
"كان لابد من محاولة اثارة زوبعة الانتقالات من سلطة نحوي سلطة اخري ثالثة
من صراعات الاخوان وووجود اسقالات عدة في حفوة الحقائب الوزارية لدي
الحكومة الجديد في تونس،اتضحت لديها هي ايضا صعوبة التحول الديمقراطي
عندها،بينما الحديث عن الطرف الاخر من اليمن الذي اصبح شبيها بالعراق حينما
نري ونسمع بمدي كثرة السيارات المفخخة المتفجرة في اكبر التجمعات المدنية
،ما يجعل من هذين البلدين خير دليل علي ان كواليس الربيع الاسود ما زالت لم
تزهر ثماره عندهما.
وفي
ذات السياق،ان الحديث عن سوريا التي لم يعرف فيها لحد الان عن لماذا يعد
"بشار الاسد" الرئيس العربي الوحيد الذي لم يستطع الربيع العربي النيل منه،
برغم من تكتل المعارضة السورية مع التحالف الامريكي دون ان يتمكني ان
يضعفاه من قوته،ما يلوح علي ان سوريا ستشهد هي الاخر ربيع غير منهي
الصلاحية في زمن بقاء الاسد او الاطاحة به
ربيع
عربي...ثورة لا تنتهي ،هذا ما يبدوا عليه عنوان هذه الثورات العربية بعد
ان زعزعتها صيحات بنيان الاستبداد والفقر المدقع وانشتات اللاجئين في مختلف
الاقطار العربية،اذ هي حوصلة رمق طويل لبذور ربيع لم ينموا بعد حتي يزهر.
حداد بلال
إرسال تعليق Blogger Facebook