المنامة - قال الشيخ خالد بن احمد آل
خليفة وزير الخارجية البحريني أن المنامة تتطلع إلى خطوات عملية في تحسين
العلاقة مع ايران، تتوسع لتعم كافة دول المنطقة.
ووجه حديثه للايرانيين بالقول "إذا خطوتم خطوة سنخطو خطوتين".
وقال
في مقابلة مع صحيفة "الكويتية" الكويتية السبت، ان "الأهم لإيران ليس أن
تصلح علاقاتها مع الولايات المتحدة، بل مع دول الجوار، لأنه من يقف معك في
الأزمات هم الجيران".
واوضح أن هناك قيادة جديدة في
إيران، والاتصالات متواصلة معها، وقال "قابلت وزير الخارجية الإيراني جواد
ظريف في نيويورك، وهنأته على منصبه، ولكننا نتطلع إلى لغة جديدة وواضحة،
وإلى خطوات عملية في تحسين العلاقة، ليس فقط مع البحرين، ولكن مع جميع دول
المنطقة، ونقول لهم إذا خطوتم خطوة سنخطو خطوتين، ولكننا طالما أنهم أعلنوا
صفحة جديدة، فإنها تعني لغة جديدة وخطوات نحن نرحب بها
وردا
على سؤال حول التقارب الأميركي - الإيراني، أكد ان الأمور تتطور بسرعة
والآن هذا التقارب لايزال في نطاق مجموعة 5+1، والمتعلقة بالملف النووي
الإيراني، والخلاف الأميركي - الإيراني منذ نهاية السبعينيات إلى اليوم لم
يخدم المنطقة، بل أزّمها، وأدى إلى قيام إيران بأعمال أضرت بالاقليم،
وإصلاح العلاقات الثنائية بينها قد يقود إلى الاستقرار في عموم المنطقة.
واستانفت
ايران ومجموعة الدول الست الكبرى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا
وبريطانيا وروسيا اضافة الى المانيا) الحوار في منتصف تشرين الاول/اكتوبر
في جنيف بعد انقطاع استمر اشهرا عدة.
واستدرك "لكن إن كان
هذا الإصلاح متعلقا بدول المنطقة، فالأهم لإيران ليس أن تصلح علاقاتها مع
الولايات المتحدة، بل مع دول الجوار، لأنه من يقف معك في الأزمات هم
الجيران".
وعن الاوضاع الداخلية، قال وزير الخارجية
البحريني "هناك من انتهز الفرصة عندما شاهد ما يجري في بلدان الربيع العربي
من مشاكل، وهم معروفون بأنهم طابور يأتمر بأوامر خارجية، وحاولوا انتهاز
الفرصة في البحرين والدخول في هذه الموجة، لكن الله كشفهم، لأنهم ليسوا
بحركة حقيقية تدعو لتطلعات الشعب البحريني".
وشدد على ان ما حدث في البحرين كان "حركة انتهازية واضحة".
وتواجه المنامة حملة عشواء من قبل بعض الاطراف المدعومين من جهات خارجية بهدف زعزعة استقرار البلاد.
وأكد
على أن شيعة البحرين لديهم كل الحقوق، وهم يحصلون على حقوقهم كاملة في
المجتمع البحريني، ووصلوا لأعلى السلطات، فهم في السلطة التنفيذية
والتشريعية والقضائية، وخلال عام 2011 كانت سلطتان في البحرين يرأسهما
أبناؤنا الشيعة، فكان مجلس الشورى يرأسه علي صالح الصالح، وكان إبراهيم
حميدان، يرأس السلطة القضائية، والحكومة حريصة على ذلك، فمسألة عدم وصول
الشيعة لمناصب قيادية في البحرين مردود عليها.
وشدد على
أن كافة المواطنين فى البحرين يحظون بحقوقهم كاملة، مشيرا الى انه اذا كان
هناك بعض التهميش في الخدمات، كما يدعي البعض، فذلك مقدور عليه، وقيل من
قبل وتم حله، ولكن أن يصل إلى اتهام البلد بأنها تتخذ مواقف عنصرية ضد
شعبها، فهذا لا نقبله، ولا يقبله المواطن.
واضاف "هناك من
حاول خلق الجفاء بين المواطن البحريني السني والشيعي وخلق الشرخ بينهم،
لكنه لم ينجح في هذا، ولا أحد يستطيع أن يقول إن هناك وضعا طائفيا في
البحرين، كالموجود في دول أخرى بالمنطقة، وهناك من وضعنا في مجموعة واحدة
مع العراق وسوريا، وهذا غير صحيح، فلم يقتل بحريني سني بحرينيا شيعيا على
أساس طائفي، والعكس أيضا صحيح، نتيجة الأوضاع التي خلقها هذا التيار
المؤزم".
وتابع "لكن إن سألتني عما إذا نجحوا في إحداث فجوة بين الشعب البحريني، فأجيبك أنهم فشلوا فشلا ذريعا في ذلك".
وحول
حوار التوافق الوطنى في البحرين، أكد الشيخ خالد بن احمد آل خليفة ان
الحوار متواصل، ولكن هناك من قرر عدم المشاركة، وهو قرار خاطئ، والحوار ليس
بجديد على البحرين، فعبر تاريخنا كل إنجازاتنا وتطوراتنا جاءت عن طريق
الحوار، متسائلا: ألم يكن مجلسنا التأسيسي الذي كتب الدستور حوارا، وحوار
التوافق الوطني عام 1999، والذي أدى إلى تعديل الدستور عام 2002 والمضي
قدما، وحوار 2011 الذي أدى إلى 15 تعديلا دستوريا، ألم تكن حوارات؟.
وحول
القمة الخليجية القادمة في الكويت، قال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ان
طرح اقتراح المواطنة الخليجية سيؤدي إلى التكامل والاتحاد، وهو إحدى
اللبنات الأساسية لهذا التكامل.
واضاف ان أطروحات العاهل
البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قمم مجلس التعاون دائما ما تكون
تكاملية اتحادية، وأهم طرح قبل الاتحاد كان موضوع المواطنة الخليجية، والتي
قدمها في قمة أبوظبي.
وقال "أهمية ذلك ترجع الى أن
محيطنا الإقليمي اختلف عما كان عليه قبل سنتين أو أكثر، واصبح يغلي،
والمنطقة الوحيدة المستقرة فيه هي دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا ليس بسبب
التحالفات الدولية، بل بسبب استقرار شعوبها".
وحول ملف
التحول من التعاون إلى الاتحاد الخليجي، اضاف "هذا بند دائما ما نناقشه في
الاجتماعات.. هناك عدم اكتمال للعمل، ولا أرى أي عوائق، فكل بلد من دول
المجلس طرح فكرة تكاملية بشكل أو بآخر.. سلطنة عمان طرحت موضوع الجيش
الخليجي الموحد، والكويت والسعودية والبحرين طرحت أمورا أخرى، ومن هنا جاءت
فكرة الاتحاد، مسألة التوجه إلى الاتحاد والتكامل موجودة ومستمرة، لكن
التنفيذ يحتاج الى دراسة موسعة".
ميدل ايست أونلاين
إرسال تعليق Blogger Facebook