0
يرى الكثير من المحللين و المهتمين بالشأن العربي، أن هذه المنطقة تمر بأخطر مرحلة في تاريخها المعاصر من خلال التحولات الأخيرة التي تعرفها نتيجة أحداث ما عرف بالربيع العربي، بل يعدونها أخطر من مرحلة الاستعمار الأروبي الحديث في القرن 19 م الذي عانت منه الدول العربية ، التي كانت تحت الوصاية أو الانتداب ،أو الاستعمار المباشر  الانجليزي و الفرنسي بالخصوص، لتنال بعد ذلك استقلالها بعد كفاح سياسي و ثورات شعبية مسلحة، لكن العدو كان واضحا و الامة كانت موحدة في الهدف و هو نيل الاستقلال، بل إن الهدف الأسمى كان السعي إلى التوحد في كيان عربي واحد جامع لكل الأمة العربية،و كانت بداياته تأسيس جامعة الدول العربية، و صعود التيار القومي بزعامة  الرئيس المصري "جمال عبد الناصر"، و ظهور زعماء آخرين بعد ذلك مثل الرئيس الجزائري "الهواري بومدين"و الملك "فيصل آل سعود". استطاعوا أن يحفظوا للأمة بعض مقومات وجودها.
لكن اليوم الحال يختلف، و يتجه نحو الأسوأ مع تداعيات الربيع العربي على المنطقة و تصاعد النزاعات الداخلية العرقية و المذهبية و الايديولوجية ، و انهيار مفهوم الدولة في الدول التي مستها الأحداث، و الأخطرمن ذلك هو زوال هيبة الدولة ، و لم تستطع أي قوة أو تيار سياسي استعادتها ، مم بات يهدد بانتشار الفوضى و انعدام الأمن و تداعياتهما الكارثية على الاقتصاد و بالتالي حياة الأفراد ، فلا رفاه بلا أمن ولا أمن بلا حزم، و هذا الحزم الذي هو من مسؤولية الدولة فشلت كل القوى الصاعدة في بلدان الربيع العربي في توفيره، فالاخوان في مصر فشلوا بعد أن نازعهم العلمانيون و قوى الثورة الحكمو قضوا على مشروعهم في الدولة، والعلمانيون في ليبيا يراوحون مكانهم بعد أن وقفت لهم التيارات الاسلامية كل مرصد و مليشياتها المسلحة المتحكمة عل الأرض، فلا الليبيراليون نجحوا هنا ولا الاسلاميين أفلحوا هنا، وفي سوريا المعارضة تزداد انقساما بين علماني الجيش الحرو اسلامي جبهة النصرة و الجماعات الجهادية الأخرى المنتشرة في سوريا، هذا و الأسد لا يزال في "عرينه" لم يسقط بعد، غأي مستقبل سيكون لسوريا حتى بعد سقوط الأسد في ظل هذا التنازع و الأكيد أنه سيشتد بعد ذلك، فالكل يسعى لتنفيذ مشروعه في الدولة عل حساب الآخر، و القوى الاقليمية و الدولية تترصد و توجه الأحداث وقف مصالحها.
الاحداث تتسارع و الشعوب العربية الخاسر الاكبر في كل هذا،و هي التي تدفع الثمن دائما، و المواطن البسيط سئم من هذه النزاعات الايديولوجية التي صنعتها النخب، و لا يدري في أي جهة يضع رجليه فالأمور أصبحت "كرمال متحركة" لا أحد يضمن فيها الثبات بين صاعد و نازل،- "وتلك الأيام نداولها بين الناس"-، ولا أحد يدري الى أين تتجه الأمور، إلا من لديه علم الكتاب.
 _ بقلم : الأمين سعادو

إرسال تعليق Blogger