يرى الكثير من المحللين و المهتمين بالشأن
العربي، أن هذه المنطقة تمر بأخطر مرحلة في تاريخها المعاصر من خلال التحولات
الأخيرة التي تعرفها نتيجة أحداث ما عرف بالربيع العربي، بل يعدونها أخطر من مرحلة
الاستعمار الأروبي الحديث في القرن 19 م الذي عانت منه الدول العربية ، التي كانت
تحت الوصاية أو الانتداب ،أو الاستعمار المباشر
الانجليزي و الفرنسي بالخصوص، لتنال بعد ذلك استقلالها بعد كفاح سياسي و
ثورات شعبية مسلحة، لكن العدو كان واضحا و الامة كانت موحدة في الهدف و هو نيل الاستقلال،
بل إن الهدف الأسمى كان السعي إلى التوحد في كيان عربي واحد جامع لكل الأمة
العربية،و كانت بداياته تأسيس جامعة الدول العربية، و صعود التيار القومي بزعامة الرئيس المصري "جمال عبد الناصر"، و
ظهور زعماء آخرين بعد ذلك مثل الرئيس الجزائري "الهواري بومدين"و الملك
"فيصل آل سعود". استطاعوا أن يحفظوا للأمة بعض مقومات وجودها.

الاحداث تتسارع و الشعوب العربية الخاسر
الاكبر في كل هذا،و هي التي تدفع الثمن دائما، و المواطن البسيط سئم من هذه
النزاعات الايديولوجية التي صنعتها النخب، و لا يدري في أي جهة يضع رجليه فالأمور
أصبحت "كرمال متحركة" لا أحد يضمن فيها الثبات بين صاعد و نازل،-
"وتلك الأيام نداولها بين الناس"-، ولا أحد يدري الى أين تتجه الأمور،
إلا من لديه علم الكتاب.
_ بقلم : الأمين سعادو
إرسال تعليق Blogger Facebook