1

جاءت الخرجات الأخيرة التي كشفت عنها السلطات الجزائرية حول مساعيها للفوز بدور الوساطة بين الأطراف المتصارعة لدى الكثير من دول الجوار المحيطة بها ،محل إستياء للأسف من بعض الشخصيات العربية خاصة بعد نجاحها في إحتواء الأزمة المالية على أراضيها ولم شمل الأطراف المتنازعة فيها،غير أن هذا الوضع لقي تنكرات كثيرة تتحجج بأن الجزائر تتعامل مع التنظيمات المرتبطة بالقاعدة و المليشات المسلحة بسرية تامة في ضل ما سيجري في التسوية السياسية المحتملة لقضية ليبيا .

فمن حق الجزائر حماية حدودها مع دول الجوار من الأطراف المتشددة لمنع إختراق أمنها الوطني،ومن حقها أيضا إختيار أفضل الطرق و السبل لإخراج نفسها ومن حولها إلى بوابة الأمان كالتي فعلت بها مع مالى و وتريد القيام بها في ليبيا،إذ مثلما تقول بعض الجهات الغامضة بأن إستقبال الجزائر لـ 200 شخصية ليبية سرا يعد بمثابة ذلك إستغلالا لمصالحها الخاصة ،أوليس معني إستخدام المصالحة ضرورة التحيز إلى طريقة السرية التامة لإيجتناب وحشية التشويش الخارجي لاسيما عندما يتعلق الامر بأمني دولة عربية تملك الكثير من الخيرات البترولية، فكما إستقبلت الجزائر أطراف متشددة من ليبيا،فإنها إحتضنت أيضا جهات رسمية من نفس الدولة،فأين العيب من الأخذ بحكمة السرية التي اخرجت الجزائر من عنق الزجاجة في كثير من الويلات؟.

عدم الإستماع لموقف الجزائر و إحتقاره من طرف جهات عربية و غربية هو سبب ما تتخبط فيه ليبيا الأن،ثم من بعد ذلك ،تأتي تصريحات مخجلة وتقول بأن الجزائر لها مصالح خاصة في ليبيا،وأصحاب هذه الضجات الإعلامية التي تكثفت ضد الجزائر هذه الأيام،هي أصلا من حاولت افتعال نشر الإرهاب في هذه المنطقة ودس سم قطرات أكذوبة الجهاد لصالح تنظيم القاعدة لجند الخلافة وهيكل تنظيم داعش في الساحل الإفريقي عبر توسيع رقعة نشر السلاح في المنطقة بما نتج عنه تدخل حلف الناتو في ليبيا بوساطة بعض الدول العربية التي تريد فرض نفسها في هذه القضية لإصلاح ما أفسدته حتي لا تفقد مكانتها في الساحة الدولية.

فالتشكرات الأخيرة، الأمريكية ولأطراف اممية تابعة لحقوق الإنسان تؤكد كلها على ضرورة الإستفادة من تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب ،هو ما جعل ممن يحبون مديح الغرب دوما لهم يصفونه بالغموض في دور الوساطة الجزائرية أو بالأحري إنها تريد خطف الأضواء من زعيم مصر اللواء “السيسي” من ملف القضية الليبية التي يدعمه فيها الكثير من دول الخليج وهو بدوره تنكر لهم بعد ما صدر عنه من تسريبات خطيرة تجاه بعض رؤساء هذه الدول،كما أن الجزائر الوحيدة التي لم يستطع تنظيم “داعش تخطيها بفضل حنكتها،ما جعل دورها الإقليمي يزداد ومطالب دولية تلوح بإشراك الجزائر في كثير من قضايا حل أوضاع الربيع العربي التي كان قد تورط فيها بعض الزعماء العرب وهذا بشهادة إخواننا في تونس الذين نادوا بأخذي الحكمة و حسن مناعة الدبلوماسية الجزائرية في معالجة القضايا السياسية الخاصة بها.
ولهذه الأسباب يكرهون الجزائر و يخشون إنتصارها ضد الإرهاب….

بقلم رئيس التحرير

بـلال حـداد 

إرسال تعليق Blogger

  1. الجزائر دولة مفتوحة العينين وليس نائمة اوخاظعة لدول اجنبية فهي دولة مسؤلة وذات سيادة ومستقلة في قراراتها والدول العربية والغربية الخاضعين للهيمنة الصهيونية مستائين من الجزائر لانها تعرف مخططاتهم جيدا

    ردحذف