0

مرت علينا في الأيام الماضية، ذكري أليمة تسمي بحادثة موقعة “تقنتورين” التي تم استهدافها من قبل جماعات ارهابية ملثمة،راح ضحيتها في تلك الفترة جزائريون وبريطانيون و أخرون من اليابان و أمريكا، كان يعملون بشركة “برتش بتروليوم ”البريطانية الأصل،هذه المنتهية حبكتها بفضل سرعة تدخل الجيش الوطني الشعبي الذي استطاع وقف المجزرة دون أية خسائر اضافية اخرى،لكن رغم ذلك لايزال الجدال قائما حول مجرياتها وكيفية انتقالها،وأهم أهدافها ومن هو حاميها؟.

و أول معيار لميزان هذه المعادلة التي مست قاعدة الحياة بتقنتورين نجدها متمثلة في تنظيم القاعدة الإرهابية التي يتزعمها ثعلبها المدعو “مختار بلمختار” المعروف عنه بتنفذه لعمليات إرهابية متعددة،هددت أمن الجزائر وسياستها،في كثير من المرات ،وحادثة تقنتورين من أبرزها و خير دليل على ذلك،هو أن اثارها لا تزال لحد الساعة،تخلق أزمات سياسية لدبلوماسية الجزائر خاصة مع الدول التي وجد فيها ضحايا في هذه الحادثة،حيث يمكن القول بأن التنظيم الإرهابي قد نجح في التشويش على نسبة مقدرة الجزائر في مكافحة الإرهاب و حشد كثرة مطالب الزامية التحقيق في هذه القضية التي من شأنها ازعاج مواقف الدبلوماسية الجزائرية رغم نجاحها البارع في التخلص من هذه الأزمة.

أما في الجانب المغاير،نري جحيم “تقنتورين” قد أثر على مردودية أنف بريطانيا الطويل التي تريد بسط نفوذ شركتها في الجزائر من خلال محاولة استغلال هذه الحادثة التي تطرقت لها العدالة البريطانية من جديد قصد الضغط على السياسة الجزائرية وتوريطها في هذه القضية،حيث قالت بأن السلطات الجزائرية لم تقم بإبلاغ الشركة بنشاط الجماعات الإرهابية المنتسبة لتنظيم القاعدة بالمنطقة،وهي الكذبة التي تحاول بريطانيا التفنن في إفتعالها،لأن هذه الحادثة قد أثرت سلبا على ميزان مردودية دخل الشركة،فلا بدا لها إذن من التملص و التحايل على السلطات الوطنية لكسب المزيد الإمتيازات التي قد تمنح لها نظير ذلك،لكن وكما هو معلوم أن شركة “برتش بتروليوم” هي من كانت المسؤولة عن الأمن الداخلي لموقعها ،حيث كانت حسب بعض التقارير تمنع دوريات الدرك الوطني من الدخول إلى قاعدة الحياة بالمجمع أو المصنع،وهو ما يفند إدعاءات هذه الأخير التي صارة في جحيم لا تحسد عليه.

و بإختصار لما سبق،فان الجيش الوطني الجزائري قد تمكن في نهاية المطاف،من القضاء على مراوغات ثعلب تقنتورين المتمثل في تنيظم القاعدة وعدم ترك له الفرصة لخلق مفاوضات أمنية مع السلطات الجزائرية،ومن جهة ثانية استطاع قطع أنف بريطانيا الطويل وإبقائها في داومة جحيم الهزات الإقتصادية التي مست شركتها البترولية المتواجدة بالجزائر،فالجيش قال كلمته في نهاية الخيار بحنكته المعهودة ،وأخرج الجزائر ككل من عنق الزجاجة في كثير من المواقف الصعبة،فهو صمام أمانها الدائم.

بقلم رئيس التحرير

بلال حداد 

 

 

إرسال تعليق Blogger