
_ ان
اوروبا تحاول ان تتبنى مقاربة محايدة عن
الصراع الفلسطيني الاسرائيلي عن تلك التي دأبت الولايات المتحدة الامريكية عن
الترويج لها القائمة على الالتزام بأمن اسرائيل واعتبار التفاوض هو السبيل الوحيد
من اجل الوصول الى تسوية سياسية وان كانت
الدول الاوروبية لا تختلف مع فكرة التفاوض إلا اه ظهرت اصوات تنتقد المعايير
الامريكية التي جعلت التفاوض المبنيى على خلل فادح في ميزان القوى امرا مقبولا .
_تعثر
المفاوضات المباشرة التي رعتها الولايات المتحدة الامريكية ووصولها الى طريق مسدود مع استمرار الانتهاكات
الاسرائيلية وحركة الاستيطان في الضفة الغربية خاصة في مدينة القدس ، شجع الدول
الاوروبية على القيام بهذه الإجراءات من اجل تحريك المياه الراكدة من اجل اعطاء
المفاوضات امل جديد .
_ اغلب مقترحات الاعتراف هذه تم تقديمها من قبل احزاب
يسارية مثل حالة السويد وبريطانيا واسبانيا وفرنسا وفي حالة البرتغال تم تقديم
مذكرة من قبل حزب يميني ويساري ، ذلك ان الاحزاب اليسارية تعد الاكثر تفهما لموضوع
الحقوق الفلسطينية لأسباب ايديولوجية
_ كما ان توقيت موجة الاعترافات هذه جاء استجابة
للشارع الاوروبي الذي اصبح اكثر تعاطفا واهتماما بالقضية الفلسطينية بعد العدوان
الاخير على غزة فلا احد ينسى حجم المظاهرات التي اشتعلت مع العدوان والمبادرات
التي انطلقت بدءا من مطالبات بمحاكمة المسؤولين العسكريين الاسرائيليين وصولا الى
المطالبة بمقاطعة منتجات المستوطنات ومنع بيع الاسلحة لإسرائيل .
لم يقتصر الامر على الاعتراف بالدولة الفلسطينية
بل هناك مبادرات مثل المشروع الفرنسي
لإنهاء الاحتلال الذي اصدم بالفيتو الامريكي بعد طرحه على مجلس الامن ، المشروع في
مضمونه لم يعمل على تخطي فكرة المفاوضات بل عمل على تحسين شروطها من خلال وضع اطار
زمني محدد لا انهاء الاحتلال قبل سنة 2017 ومع ذلك اعتبره البيت الابيض اجراء
احادي الجانب !
اضافة الى
لجوء كبرى الدول الاوروبية (فرنسا ، بريطانيا
، المانيا ، ايطاليا ، اسبانيا) الى اجراءات عملية مثل مقاطعة منتجات المستوطنات
والجامعات والمعاهد الاسرائيلية داخل هذه المستوطنات ، فضلا عن قرار المحكمة الاوروبية بشطب
حماس من قائمة التنظيمات الارهابية وان كان اجراءا فنيا لاسياسيا ، كل ما سبق يبين ان اوروبا قد تكون داعمة للقضية
الفلسطينية اذا تم استثمار هذا التعاطف من قبل القيادات الفلسطينية خاصة اذا تمت
ادارة الملفات الداخلية بذكاء من اهمها المصالحة .
لكن في نفس
الوقت هناك عقبات اساسية اهمها ان الاتحاد الاوروبي ليس موحدا كليا في مجال
السياسة الخارجية ومازال حتى الان يعرف
انقسامات حيال العديد من القضايا ، اضافة الى ان الولايات المتحدة
الامريكية تعمل على الانفراد بإدارة الملف الفلسطيني الاسرائيلي ومن ثم فهي ستعرقل
اي جهود تحاول ان تقفز على رؤيتها
خاصة المشاريع التي تطلب موافقة
مجلس الامن ، كما ان اوروبا تعرف ظاهرة صعود اليمين الذي يتبنى رؤى اقرب الى
اسرائيل حيال الاسلام وربطه بالإرهاب ، كل هذه الامور لا يمكن تجاهلها لكن تبقى
اوروبا الطرف الاكثر دعما للقضية الفلسطينية مقارنة بأمريكا التي ترزح سياستها
الخارجية تحت نفوذ اللوبي الاسرائيلي .
ايمان موسى
النمس
إرسال تعليق Blogger Facebook