
وأول ظهور لهذه
الفكرة كأسلوب جديد لرفع نسبة التفوق الشعبي المزعوم في وقتنا الحالي،نراها قد بدرت من قبل
ذلك على يد سياسة "نكولاس ساركوزي" المعروف عنه بعدائه الكبير للإسلام،عندما
استغل قضية احدي العمليات الإرهابية لصالح نموذجه الإنتخابي الذي كان يوشك أن يسقط
بسبب الهدات الإقتصادية التي مست فرنسا في تلك الفترة،فحال محاولة توظيف احدي
العمليات الإرهابية التي يعتقد في ان شقها حسب المزاعم الفرنسية تعود إلى أطراف
عربية منها الجزائرية والمغربية،وبالفعل حدث وان نجحت هذه الخطة في رفع نسبة إزدياد
جمع الأصوات لصالح ساركوزي في المرحلة الانتخابية التي لقته مع الرئيس الحالي
لفرنسا،وهو ذات السياق الممنهج الذي يريد اتخاذه هولاند لرفع شعبيته من خلال تفجير
قضية "شارلي"،لا لتمهيد للمرحلة الانتقالية القادمة وانما أساسا لتغطية
عجز هذا الأخير في دفع العجلة التنموية الإقتصادية لفرنسا والتي طالما صوتا ضدها
أنصار معارضي الرئيس هولاند.
وهو ما يفسر
استدعاء السريع و الذكي لفرنسوا هولاند مختلف الطبقات السياسية الدولية قصد
التظاهر ضد أحجية الإرهاب، المنجر عنها إلتفات وتضامن كبيرين تحت اشراف الرئيس
الفرنسي مع هذه الصحيفة،وعند الوقوف على عباراة وكيفية الإهتمام الإعلامي المحلي
الفرنسي،نجد تركيزا واضحا لمحاولة استغلال انماط سيرورة حركية هذه القضية لدعم شعبية
"هولاند" في العالم و بالأخص فرنسا ،خاصة وأن معظم المصادر باتت تؤكد في
أغلبها على أن الأطراف المتهمة في القضية، لا تكن للاسلام بشيأ ولا هي حتي عربية
وانما ترجع الى أليات صهيونية تحاول تشويه صورة المسلمين والعرب على حساب تنشيط
حملة هولاند السياسية،لما أولته حتي الصحف الأجنبية بذاتها.
الشيئ المريب
في قضية "شارلي" أنها لم تطل لفترة أطول،لكن سرعان ما أغلقت أبوابها
بسبب بدأ ظهور بوادر تكشف لبس تورط أيادي خفية مصدرها من داخل فرنسا،لم تتضح
ارقامها لحد الأن،أي أن مسلك التوجه اليسار الدائم لقيادي قصر الإيلزية يضل
تمكينهم الدائم هو استغلال الإسلام فوبيا كوجهة لحلقة مفقودة مردها الوحيد تشتيت
الرأي ولعب ورقة إخفاء السلبيات الإقتصادية لطرح نظرية أخرى مفادها تغير نمط
الأنظار الشعبية وربطها بالجانب السيسيولوجي لدعم شعبية ممثلها والحفاظ عليهم في مناصبهم.
بقلم رئيس التحرير
بـلال حـداد
إرسال تعليق Blogger Facebook