0
لا يختلف إثنان في أن جماعة الحوثي التي تأسست عام 1992م باسم الشباب المؤمن ومن ثم أنصار المسيرة القرآنية ووصولاً إلى التسمية التي باتت منتشرة وهي أنصار الله على غرار حزب الله اللبناني لا شك في أنها صناعة إيرانية بأمتياز كالسجاد الإيراني الفاخر الذي تباهي به العالم.

مضحك هو حينما نسمع من بعض  المتوهمين بأن الحوثيين سوف يحققون ما يصبو إليه الشعب اليمني في المجال الاقتصادي والأمني والسياسي في أعتقادي بأن هكذا تراهات هي ثمرة لمن بات سنوات غارق في مستنقع الوهم الذي بنا عليه أحلامه وآماله.
الحوثيون اليوم وافقوا على خصم ألف ريال من الجرعة وهو ما طرحه منصور هادي سابقا ولم يستجيبوا له أبدا مما يؤكد لنا بأن ما قاموا به من رفع للمطالب الثلاثة لا يعدو كونه وسيلة رخيصة للوصول إلى مبتغاهم الحقيقي وأهدافهم الاستراتيجية.
ولكن الأعجب في الأمر أن حزب الإصلاح جنح للسلم والضعف والهوان وانكسر أمام هذا الانقلاب حتى لا يكون هو في صورة المواجهة مع الحوثيين وربما السبب في ذلك النجاح الإعلامي الذي حققته جماعة الحوثي من خلال قولها بأنها تقاتل الإصلاحيين مما دفع بحزب الإصلاح التنحي جانباً عن المعركة التي خاضها الحوثيون مع عاصمة اليمن صنعاء حتى لا تثبت بحقهم التهمة التي يتخذها الحوثي ذريعة لإسقاط العاصمة صنعاء .
وأما عن عبد ربه منصور هادي ووزير دفاعه فقد أتضح للجميع الآن بأنهم جزء من المخطط الاقليمي الدولي الهادف إلى إيجاد قوة شيعية في اليمن لمواجهة القوة السنية المتمثلة في التيارات الإسلامية كالقاعدة والسلفيين والإخوان المسلمين خاصة أن عبد ربه منصور هادي ترعرع سياسيا في أحضان علي عبدالله صالح الذراع الأيمن لجماعي الحوثي حاليا.
وأما الصمت المريب والسكوت المطبق للسعودية والخليج وأمريكا عن ما حدث في صنعاء يضع علامات استفهام كثيرة ، ويؤكد المعلومات التي تتحدث عن وجود تنسيق إيراني خليجي أمريكي لمواجهة التيارات الإسلامية السنية في اليمن والتي تهدد كيانهم كما يعتقدون هم وهو الأمر الذي دفعهم جميعا لغض الطرف عن هذه الأحدث وخاصة المملكة العربية السعودية التي ألتقى وزير خارجيتها سعود الفيصل بظريف إيران في نيويورك البارحة بعد سويعات من توقيع وثيقة الانقلاب في صنعاء لتعميق التنسيق وتقاسم الأدوار في هذا الانقلاب الذي حدث.
ختاما الحوثيون لن يكتفوا بالأماكن السيادية التي سيطروا عليها ..بل سيتقدمون بقوتهم العسكرية في اتجاه صناعة القرار السياسي في اليمن وأمتلاك السيادة اليمنية وابتلاعها كما أبتلع حزب الله اللبناني السيادة اللبنانية من قبل ..
عبدالجبار الجريري

إرسال تعليق Blogger